يعد ان اكد د. يحيى عبد الله مدير عام الهيئة القومية للاتصالات، عن أنه لا مستقبل بعد الآن لخدمة تحويل الرصيد في حياتنا.. حيث لا أدري لماذا يصر د. يحيى على (خنق) خدمة تحويل الرصيد بأي وسيلة من الوسائل لصالح خدمة (بنكي) المدارة من قبل بنك الخرطوم.. وهو يعلم تمام العلم أن هذه الخدمة تحل مشكلة تحويل الأموال ﻷصقاع نائية لا يعرف بنك الخرطوم حتى موقعها في خريطة السودان، في هذا البلد الشاسع الكبير الذي لن تصل إلى قراه الصغيرة خدمات البنوك إلا بعد عشرات السنين؟ ..
* لماذا سيدي تريد أن تناصر بنك الخرطوم على حساب المستضعفين من العاملين في خدمة تحويل الرصيد التي تفتح بيوتاً كثيرة من بين عائليها خريجو جامعات عجزت لجنة الاختيار عن توفير وظائف لهم .. فعملوا في خدمة تحويل الرصيد كباب رزق يستر حاجتهم وفقرهم وهوانهم على الدولة التي عجزت عن توظيفهم؟
* لماذا يريد المدير العام للهيئة القومية للاتصالات أن ينحاز لبنك الخرطوم على حساب هؤلاء المساكين الذين رغم ارتفاع تكلفة رسومهم مقابل تحويل الرصيد مرغوبين من الناس، ﻷن الخدمة متاحة من أقرب المواقع لمكان تواجدك بعيداً عن بيروقراطية البنوك وتعقيداتها وأوراقها؟ وعدم ثقة الملايين الذين يحملون الهواتف الذكية في تعقيد التعامل مع تطبيقات (تطش شبكتها) على مدار الساعة عبر شبكات هواتف تجني المليارات دون أن تقدم خدمة (عدلة) حتى في الاتصالات الصوتية؟
* ولماذا يترك بنك الخرطوم فرصه الواسعة المليارية في كافة الخدمات المصرفية، ويتفرغ لينافس هؤلاء العاملين في هذه المبالغ الصغيرة التي توفر لهم لقمة العيش الكريم؟ لماذا يريد بنك الخرطوم أن يستغل سطوة الدولة في ترجيح خدمته على الآخرين؟ لماذا لا ينافس بنك الخرطوم خصومه منافسة شريفة ويقدم خدمة أفضل بمزايا أكثر إقناعاً للجمهور ويكون البقاء للأصلح والأفضل لراحة ورضا الجمهور؟
* نذكر الأخ د. يحيى أننا قد تحاورنا كثيراً بحضور مندوب بنك الخرطوم وممثلين للعاملين في خدمة تحويل الرصيد.. أبان خيمة الصحفيين الرمضانية التي تديرها بكفاءة واقتدار مجموعة (طيبة برس) بقيادة الأخوة محمد لطيف وفيصل محمد صالح.. وبقية العقد النضيد من الزميلات والزملاء.. وقد توصلنا في ذلك النقاش الطويل في ليلة رمضانية حالمة لضرورة الإبقاء على الطرفين .. وأن يجري التنافس بين الخدمتين، وسيكتب الجمهور البقاء للأفضل ولمن ينال رضاه
* إننا نأمل في أمر وحيد سيدي د. يحيى هو أن تنظر الدولة في قراراتها للأبعاد الإنسانية دائماً .. فلا خير في تحرير اقتصادي يتوقف عند النظر في الفوائد المالية المجردة .. ولو كانت تصيب بأضرارها قطاعاً عريضاً من العاملين في خدمة تحويل الرصيد .. وأن تميلوا للمنافسة الشريفة بدلاً من إقصاء فئة على حساب فئة .. قبل أن تدرسوا بتعمق واستقصاء جودة البديل ومدى قدرته على أن يسد الفجوة التي ستنجم عن غياب الطرف الآخر، والذي هو بكل المقاييس قادر على تلبية حاجة المواطن لخدمة تحويل أموال سريعة توفر مصروف البيت بسهولة ويسر للمرسل والمستقبل.. فهل تعلم سيدي إنها خدمة توفر حلولاً سريعة لذوي المرضى في المستشفيات، إذ عبر نفيرنا ونظام تكافلنا الاجتماعي الشعبي نغيث (المزنوق) في مستشفى أو عيادة فيستلم المال بسرعة البرق إرسالا واستقبالا لإنقاذ المريض؟
مصطفى نصر
اخر لحظة.