قامت الأمم المتحدة ومنظماتها في السودان بتعليق تعاونها مع جامعة الأحفاد للبنات ، كما اعلنت عدم مشاركتها في اي برامج مستقبلية وتعليق ووقف البرامج الجارية في اقرب فرصة، وذلك على خلفية العنف الذي قام به قاسم بدري تجاه الطالبات حتى أصبح كما قال د. محمود بحق “رمز العنف تجاه المرأة في السودان” . ولقد طالبنا من قبل ونطالب بإقالة قاسم بدري حرصاً على جامعة الأحفاد، بينما تمت مواجهتنا بهجوم ضاري غير اخلاقي دفاعا عن هذا البابا المزعوم. اليوم أقول إن المدافعين عن عنف قاسم بدري وانتهاكاته مسؤولين معه بنفس القدر عن أي تطورات سلبية في مسيرة جامعة الأحفاد .
لم تهتم السلطة الحاكمة في السودان ووزيرتها للتعليم العالي ولا اي من مؤسسات الضبط للعملية التعليمية في السودان بتلك الفضيحة المجلجلة، بل وقام ما يسمى بمجلس الصداقة الشعبية العالمية بتكريم جامعة الاحفاد ممثلة في شخص قاسم بدري ! – ليس هذا غريبا لأن الدولة السودانية تقوم على ايدلوجية العنف ضد المراة بشكل كامل واضطهادها واحتقارها. ايضا يتم هذا بسبب من علاقات قاسم بدري وبعض اعضاء اسرته بالنظام الحاكم وما يطفح من اتهامات ان قاسم بدري يوفر منح وفرص دراسة للفاشلات من بنات أقطاب النظام ( هذا الإتهام أيضا طالبنا ونطالب بالتحقيق فيه ) . لذلك لم نستغرب من دفاع الكيزان عن قاسم بدري وتشفيهم في دعاة احترام كرامة المرأة وكينونتها من الانتهاك والاستغلال والترويع والتحرش .
كما كان موقف إدارة جامعة الأحفاد ممثلا في مجلس الأمناء مخزيا، حيث تم تقديم دعم كامل لقاسم بدري وتثبيت لحقه في ممارسة العنف عمليا. لم يهتم المجلس ايضا بالعديد من الاتهاكات بوجود فساد مالي واداري في ادارة الجامعة كما تجاهل الاتهامات بأن قاسم بدري يقوم بالتحرش بالطالبات وهو ما رشح في اتهامات قدمتها بعض الطالبات واولياء امورهم او ما ظهر في شهادات بعض الطالبات ان الرجل يقوم باحتضانهم وقرصهم (جضيمهم) وإدخال يده تحت نقاب بعضهن الخ . كما قام طاقم التدريس والادارة بممارسة التنمر والارهاب والتخويف والعزل الاجتماعي تجاه الطالبات الرافضات للعنف ، كما ظهر في الشهادات عن الطالبة عبير .
الموقف الغريب كان من بعض خريجات وطالبات الاحفاد ممن توقعنا منهن وعيا جندريا عاليا ووقفة صارمة ضد هذه الممارسات ، حيث انبرين للدفاع عن قاسم بدري محطمات بذلك كل التاريخ الايجابي لجامعة الاحفاد ، كما ان الموقف الاغرب كان لادارة جامعة الاحفاد ممثلة في مجلس امنائها الذي اجاز كل ممارسات قاسم بدري وثبته في منصبه ولم يبق له غير ان يقدم له وساما ، كما كان الموقف الغريب للادارة التي حرضت الطالبات على الاعتذار ووقفت وراء مسيرات التايدد والاعتذار التي تذكرنا بأسؤا الممارسات الشمولية ، فضلا عما تعرضت له الطالبات الرافضات لعنف قاسم بدري من عسف وعزل اجتماعي وتهديد بالفصل وتنمر
ايضا انفضحت عورات كثيرة لبعض القوى السياسية والقيادات السياسية والفكرية والاجتماعية ومن بينها السيد / ياسر عرمان والذي وصف قاسم بدري بأنه (منا وليس منهم ) وهو قد يكون من ياسر عرمان ورهطه ولكنه ليس من الشعب السوداني ولا من المعارضة الحقيقية ، وكذلك صُدمنا من موقف الشيطان الاخرس الذي وقفته قيادة حزب الامة القريبة من قاسم بدري . إنه من المخزي حقا ان كل الشعارات عن دعم قضايا المراة قد تبخرت على مذبح السياسة والعلاقات الشخصية والاجتماعية للاسر الارثية في السودان ومشايعيها ممن يزعمون وقوفهم مع التغيير والحرية
ان قضية جامعة الاحفاد تفتح ايضا قضية العنف والتحرش وضياع حقوق الطلاب والطالبات امام تعنت بعض الاساتذة والادارات في الجامعات السودانية. هذا كله يتعلق بحماية حقوق الطالب/ة بما هم مواطنون وبما هم طلبة وبلما هم بشر وهي من ضمن حقوق الانسان الاساسية . ان مطالب حرفية وشفافية وديمقراطية العملية التعليمية هي مطالب رئيسية وليست فرعية في عملية التغيير الاجتماعي والسياسي في السودان ، ولن نتراجع عنها بسبب اي وعد او وعيد
أطالب الطاقم التعليمي لجامعة الاحفاد مرة أخرى بإقالة قاسم بدري ومجلس الأمناء واختيار رئيس جديد للجامعة ( من الأفضل إمراة ) ومجلس امناء جديد لها ومراجعة كامل النهج الإداري للجامعة لاقامته على اسس مؤسسية حديثة بدلا من فوضى الادارة الابوية البطريركية السوقية لقاسم بدري الذي يضرب الطالبات ويفتشهن ويجضمهن ويحضنهن، هذا قبل ان تتم اضرار أكثر بسمعة الجامعة ومستقبلها.
بقلم:
عادل عبد العاطي.
سودان تربيون.