بينما كنت اجلس قرب المجلس البريطاني ومعي زميلي نحتسي القهوة نادتني احدى معارفي وهي خارجة من محاضرة للغة الانجليزية وقالت لي اريد ان اصدمك بخبر فقلت لها ماهو : قالت ان سعر المستوى الواحد بالمجلس ارتفع من 3500 جنيه اليوم الى عشرة الاف اي ملايين بالقديم وابانت انهم ابلغوا رسميا بذلك وقالوا لهم ان السبب ارتفاع سعر الجنيه الاسترليني مقابل العملة السودانية ، واكملت حديثها انها ستكمل هذا المستوى وستنتقل الى المركز الثقافي الفرنسي لتدرس الفرنسية وتكتفى بما درسته من مستويات ، ليكشف حديثها ماسيكون عليه مستقبل التعامل مع هذه المؤسسة التي وحتى فترات قريبة كانت تقدم منحا خيرية وتتيح فرصا مجانية لبعض الفئات منها الصحفيين
الارتفاع الكبير في اسعار دراسة المستوى الانجليزي بمركز بريطانيا الثقافي يعتبر كارثة بالنسبة للذين احبوا هذه اللغة وخططوا للمواصلة فيها بهذا المجلس كما انه خصما على المملكة المتحدة التي ظهرت في البداية على انها تريد نشر لغتها باسعار تشجيعية لتحافظ على صدارتها ضمن اللغات اذ انه ومنذ لحظة الزيادة هذه سيكون التحصيل الدراسي للميسورين والاغنياء فقط ولامجال للفقراء او اصحاب الدخل المحدود للمواصلة في هذا المكان الذي كانوا يحلمون بالتخرج فيه وحمل شهادته ، ويصبح طابع المجلس الثقافي البريطاني الان استثماريا اكثر من كونه مركزا للاشعاع الثقافي وتشجيع العمل الخيري و نشر اللغة الانجليزية
اذا كانت حجة السفارة البريطانية او المركز الثقافي ان المال الذي يتحصلونه نظير الكورسات يذهب جزء منه لاعمال الخير فالاولى بهذا الخير الذين اتوا للدراسة هنا في مركزهم ، وان تراعى الاوضاع وتتحمل المملكة المتحدة تكلفة المعلمين والتشغيل ولا اعتقد ان الامر صعب على دولة بحجم بريطانيا التي لها باع كبير في الاعمال الانسانية على مستوى العالم ، وانا من هذا المنطلق وعبر زاويتي المتواضعة هذه اناشد المسؤولين البريطانيين بدراسة الموضوع من جديد ومراجعته بحيث يتم العدول عن القرار ليستفيد من الدراسة اكبر عدد من الشعب السوداني وان لايتم استغلال جودة مايقدم من دراسة وشهادات للضغط على المواطن البسيط ليدفع فوق طاقته نظير مواصلة دراسته هناك.
لؤي عبدالرحمن
صحيفة القرار