أبرزت الصحف وكثير من وسائط الإعلام تصريحات بلال عثمان بلال أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني، حول مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة، وقوله بأن حزبه لا يستبعد أن يرشح الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وجاء الحديث في سياق تناول موضوع تجديد دماء قيادات الحزب وإفساح المجال لآخرين وإقرار النظام الأساسي للحزب بمنع ترشيح الشخص لأكثر من دورتين.
ومهما كان الحديث فإنه يفتح المجال حول ترتيبات المرحلة المقبلة واستحقاقاتها ومستقبل البلاد وما ستؤول إليه الأوضاع داخل الحزب الحاكم. بالرغم من أن الوقت مازال مبكراً جداً للحديث عن خلافة الرئيس البشير في السلطة، وهل سيكون مرشحاً لحزبه أم لا؟ كما أنه لا يجوز للحزب الحاكم أن يترك الحبل على الغارب للتأويلات والتفسيرات ويطلق العنان لقياداته وأمناء أماناته ليربكوا الساحة السياسية بتصريحات حول قضايا غير متفق عليها..
لكن من غير المرجح في هذه الفترة أن يتخذ المؤتمر الوطني قبل المؤتمر العام المقرر عقده في أكتوبر المقبل، قراراً مصيرياً كبيراً أو يلمح إلى شخص بعينه دون صدور قرار من الحزب في هذا الشأن..
وتوجد توقعات عديدة ظلت محل تحليل ونقاش لدى كل المراقبين ومتابعي الحركة السياسية، حول المستقبل السياسي للفريق أول بكري حسن صالح، الذي تم تصعيده إلى منصب النائب الأول للرئيس وسبقه اختياره نائباً لأمين عام الحركة الإسلامية ثم اختياره عضواً بالمكتب القيادي للحزب، ويظن كثير من المحللين أن الأبواب والطرق باتت ممهدة أمامه ليتولى مسؤوليات أكبر في الدولة ربما تكون رئاسته البلاد خلفاً للرئيس البشير الذي ظل يبدي رغبة غير متزحزحة في التنحي بعد اطمئنانه إلى المناخ والظروف التي يأتي فيها خلفه.
ويجب ألا يغفل الناس عن دور القوات المسلحة التي ينتمي إليها الرئيس ونائبه الأول بكري حسن صالح، حيث تمثل هذه المؤسسة القومية المتماسكة والقوية حجر الزاوية في الاستقرار السياسي والأمني، ومن غير المنظور أو المتوقع ألا يكون لها دور في مستقبل الحكم في البلاد، وبذا يرجح كثير من المهتمين بهذه القضايا ألا يكون مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات الرئاسية القادمة من خارج الجيش ..
وتتضافر عوامل عديدة تجعل من فرضية ترشيح المؤتمر الوطني مرة أخرى للرئيس البشير أو تنازل الأخير للفريق أول بكري، أمراً شبه محسوم ومقبول، فحتى اللحظة لا يبدو أن هناك شخصاً آخر غيرهما مطروح في أروقة الحزب وفي مدار تفكيره.. فكل تصريحات المسؤولين في الحزب خاصة كوادره وقياداته المدنية تتجه صوب البدلة العسكرية لما تعنيه من صون وجود السلطة وتأمين استقرار الأوضاع السياسية.
وشيء آخر قد تجمع بعض القوى السياسية المعارضة والحليفة للمؤتمر الوطني على رئاسة البشير أو بكري، لكنها من الصعب أن تلتقي مع المؤتمر الوطني على شخص آخر خاصة إن كان لا يرتدي الكاكي، وذلك لظروف ودوافع سياسية ونفسية قد تكون مفهومة مقبولة.
ومهما كان الأمر فإن مسألة ترشيح مرشح بعينه للرئاسة من قبل المؤتمر الوطني يجب أن تتجه نحو مسارين أساسيين، فإن كان المؤتمر الوطني قد حدد خياراته بما يتيح لقياداته الحديث عنها والتبشير بها، فيجب أن يهيئ الرأي العام لذلك ويمهد الطريق حتى يصل بمرشحه منصة الانتخابات.. أما إن كان ذلك مازال في رحم الغيب، فعلى قيادة الحزب وقيادة الدولة نفسها الانتباه إلى خطورة مثل هذه التصريحات التي تصنع نوعاً من التضارب وتصرف الأنظار عن الراهن وتجعل الأبصار والقلوب معلقة على حدث لم يحن وقته بعد، وقد تتأسس عليه التحالفات من الآن وتبدأ الاصطفافات.
[/JUSTIFY]
أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة