قصة حب في البيت الأبيض .. كيوبيد كاد يطيح برؤوس كبيرة

كيوبيد ليس مجرد كائن أسطوري، ملائكي الملامح، مغمض العينين، يطلق سهامه في كل الاتجاهات بدون تمييز، ولكنه كان حاضراً بقوة خلال الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، وأدار أزمات، وكاد يطيح بأكبر رؤوس البيت الأبيض، كبير الموظفين جون كيلي، ومديرة الاتصالات، هوب هيكس.

منذ أشهر أطلق كيوبيد سهامه عن غير قصد وأصاب كلا من هيكس، وروب بورتر، سكرتير موظفي البيت الأبيض، الذي استقال، الخميس الماضي، على وقع اتهامات من زوجتيه السابقتين، كولبي هولدرنيس وجينيفر ويلوغبي، بعنف منزلي. ويعود علم كيلي بتلك التقارير إلى تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

العلاقة التي ربطت هيكس وبورتر لم تكن سراً، ولأن الحب دائماً يأبى الكتمان، شوهد الاثنان في صور كثيرة وهما يدلفان معاً إلى البناية السكنية التي تقطنها هيكس، ويغادران منها.
وكان بورتر يحظى بثقة كبيرة من رئيسه كيلي، وزير الأمن الداخلي السابق، رغم التقارير التي كانت ترد عن اتصالات تجريها زوجتاه السابقتان مع مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الاعتداء عليهما في فترات سبقت التحاق بورتر باليبت الأبيض.
كدمة أطاحت بمستقبل بورتر

وظلت الأوضاع مستقرة حتى الثلاثاء الماضي، عندما نشرت “ديلي ميل” البريطانية صوراً حصرية لإحدى زوجتي بورتر السابقتين، وهي تعاني من كدمات أسفل عينيها من جراء الضرب.
تفجرت الأزمة، وتدخل كيوبيد ليدير البيت الأبيض، وبعيداً عن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي أبدى لاحقاً غضباً وإحباطاً من كل هذا السيناريو. لم تطق هيكس فكرة الضرر الوظيفي والمهني الوشيك الذي سيضرب زميلها وعشيقها بورتر، فسارعت بالاتفاق مع كيلي إلى إصدر بيان، صباح الأربعاء، من البيت الأبيض جاء، في صدمة للرأي العام، مسانداً وداعماً ومشيداً بشخصية بورتر.
وقال كيلي في البيان، الذي جاء مغمومسا بعاطفة هيكس، إن “بورتر رجل يتحلى بشخصية متكاملة وشرف حقيقي، ومزاياه لا تحصى، هو صديق، ومهني جدير بالثقة. أشعر بالفخر بالعمل معه”.

وكانت كولبي زوجة بورتر الأولى قد وصفته بأنه “وحش”، “اعتاد على ممارسة العنف ضد النساء”.

وفي مساء ذلك اليوم، تنبه الجميع لخطورة إصدار البيت الأبيض بياناً يدعم موظفاً متورطاً في العنف. وعاد ليصدر بياناً في نهاية اليوم يدين فيه هذا السلوك.

وقال كيلي في البيان الجديد: “صدمتني المزاعم الجديدة التي طالت روب بورتر. لا مكان للعنف المنزلي في مجتمعنا”.

واستقال، بورتر الخميس، من وظيفته، وسط تقارير إعلامية مؤكدة عن غضب ترمب من التعامل مع الأزمة، من ناحية عجز كيلي عن السيطرة على موظفيه وتقييمهم، وتدخل هيكس في القضية على نحو شخصي، وبما يمس سياسات البيت الأبيض في ضرورة توظيف أشخاص على أعلى مستوى من التكامل والاتزان.

وعلى مدى يومين، كانت التقديرات أن ترمب سيتخذ قراراً بتغيير كيلي وهيكس، وخاصة أن الأول أصبح يحجب عنه أخبار موظفي البيت الأبيض الذين انقطعت اتصالاتهم المباشرة معه منذ قدوم كيلي لمنصبه. أما هيكس فكانت تحظى بثقة الرئيس منذ عام 2005، ولكن عجزها عن التعامل الموضوعي مع أزمة بورتر قلل من أسهمها كثيراً.

العاصفة عبرت

والأحد، بدت العاصفة وكأنها قاربت على العبور، بعد أن هدأ ترمب، وقالت مصادر لشبكات تلفزة أميركية إن الكثيرين حذروه من أن إقالة كيلي ستحدث اضطراباً في البيت الأبيض.

وفي مؤشر على تجاوز الأزمة، قالت مستشارة ترمب، كيليان كونواي، لـشبكة “إيه بي سي” الأميركية، الأحد، إن “الرئيس ترمب لديه ثقة كاملة في كبير الموظفين جون كيلي، ومديرة الاتصالات هوب هيكس”.

وأيضاً قالت كونواي بكل صراحة لشبكة “سي إن إن” إنه لا يوجد سبب لتكذيب شهادات الزوجتين السابقتين لبورتر حول تعرضهما للعنف، مشيرة إلى الصور المسربة عن ضرب إحدى الزوجتين، وأكدت أن بورتر فعل السلوك الصحيح بالاستقالة.

وأوضحت كونواي في تصريحاتها أنها تلقت نفياً مباشراً من الرئيس عن عزمه إجراء أي تغييرات حالية في موظفي البيت الأبيض، وأن ترمب أكد لها ثقته في أداء كيلي وهيكس. وتؤشر تلك التصريحات على أن ترمب منح الاثنين فرصة جديدة للاستمرار.

أما ترمب فلم يعترف بمصداقية شهادة الزوجتين السابقتين على نحو مباشر، وقال، الجمعة، إنه يتوقع لبورتر مستقبلاً كبيراً، معرباً عن حزنه لاستقالة مساعده.

وعاد الرئيس الأميركي ليغرد، الأحد، عن المزاعم التي تدمر الحياة المهنية للأشخاص، مشيراً إلى أن بعضها صادق، وبعضها الآخر كاذب.

موقع العربية نت

Exit mobile version