هل الغلاء وظلم الحكام للمحكومين بسبب الذنوب؟
الأصل أن كل مصيبة إنما هي من نتاج الذنوب، وقد قال سبحانه {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وقال جل من قائل في شأن من هم أزكى وأطيب وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هزموا يوم أحد {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم} فالله تعالى لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، {ولا يظلم ربك أحدا} {وما ربك بظلام للعبيد} {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}.
ولا يعني هذا أن الحكام مأجورون على ظلمهم رعيتهم ولا أنهم معفون من تبعات هذا الظلم، بل هم مؤاخذون محاسبون، ولن يفلتوا من عقوبة ربنا سبحانه في يوم تشخص فيه الأبصار، وقد يعجل الله لهم العقوبة في الدنيا بما يسلطه عليهم من أنواع النكال من خلع أو محاكمة مثلما حصل لطغاة العرب حديثاً ومن قبلهم شاوشيسكو في رومانيا ورضا بهلوي في إيران وغيرهم كثير، وقدقال سبحانه {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
الشيخ: د. عبد الحي يوسف