خط نقل مياه النيل للبحر الأحمر يخدم مدن هيا وسنكات وجبيت وسواكن وبورتسودان

لو عقدوا العزم ..!!
:: المياه والأمن و الموانئ البحرية وجنون الدولار وغلاء الأسعار، هي القضايا التي كانت حاضرة في لقاءات وخطابات رئيس الجمهورية بولاية البحر الأحمر.. وهي قضايا في غاية الأهمية لكل أهل السودان، وليس لأهل البحر الأحمر فقط ..قضية المياه، على سبيل المثال، لاتزال تهزم كل مشاريع الحكومتين – المركزية والولائية – بالبحر الأحمر، أي تفسد على الأهل هناك فرحتهم بالمشاريع الأخرى التي تجتهد حكومتهم والمركزية في تنفيذها ..عند إفتتاح مدرسة بالريف ( لكن الموية أهم)، وعند افتتاح فندق بالمدينة ( لكن وين الموية)، وعند إفتتاح سوق التراث ( ياخ عايزين موية)..!!

:: وهكذا كانت – ولاتزال وستظل – مياه النيل هي ترمومتر (النجاح والفشل)، ليس لحكومة البحر الأحمر فحسب، بل لحكومة السودان .. فالقضية مركزية، وليست ولائية بحيث نحمل الحكومة الولائية وحدها المسؤولية.. وكثيراً ما وعدت السلطات المركزية أهل البحر الأحمر بتنفيذ هذا المشروع، ولكن ظلت مراكز قوى مركزية نافذة بالخرطوم (تفرمل الوعد).. أي ظلت تعطل المشروع، وذلك بالتلكؤ في اعداد الدراسة (تارة)، ثم بالتلكؤ في التمويل (تارة أخرى)..وللاسف، كانت وعود رئاسة الجمهورية تتحمل أوزار مراكز القوى، ثم أن الأهل بالبحر الأحمر هم دفعوا – ولايزال – اثمان صراعات تلك المراكز.. !!

:: والمهم.. يبدو أن الوعد الرئاسي الأخير – الخميس الفائت – سوف يلامس الحياة هناك بحيث يصبح (الحلم واقعاً)، ولهذا قال لسان حال الجماهير باستاد بورتسودان حين تحدث رئيس الجمهورية عن المشروع : أن تأتِ مياه النيل أخيراً خيرٌ من ألا تأتي نهائياً.. (حسمنا أمرنا لنقل مياه النيل)، حين قالها الرئيس في خطابه الجماهيري، تنفس الكثير من قادة الحكومة والحزب بالبحر الأحمر الصعداء، لأن عطش الولاية يحرجهم كثيراً.. وبعد أن قدمته حكومة الولاية، وافق الرئيس على مقترح نقل مياه النيل من العبيدية بنهر النيل إلى مدينة بورتسودان بالبحر الأحمر، وتعهد بتوفير التمويل وكافة الآليات التي تساعد في إنجاح المشروع (قريباً)..!!

:: والخطوط الرئيسية التي تؤهلها حكومة الولاية حالياً، فما يطمئن نجاح هذا المشروع الاستراتيجي هو شركاء التنفيذ – مع الحكومة – هم بعض القطاع الخاص المشهود له بالكفاءة.. شركة أرياب و شركة جياد والحكومتين (المركزية والولائية)، هي أضلاع مثلث النجاح المرتقب باذن الله..وكما يقول زميلنا المجتهد الأخ عبد القادر باكاش فان شركة ارياب هي التي وضعت نواة هذا المشروع الاستراتيجي، إذ كانت لها دراسة – أعدتها في العام 2007 – لمد منطقة أرباب فقط بمياه النيل من منطقة العبيدية، و أن يتم المد بأنابيب صغيرة تمر بمناطق غير مأهولة بالسكان، واكتملت الدراسة في عهد مديرها السابق عبد العزيز عثمان..!!

:: وقد تم تطوير المشروع والدراسة – بواسطة مجموعة أطلس الاستشارية (شركة وطنية) – بحيث تمتد الخطوط من العبيدية إلى أرياب ثم إلى مسمار ثم إلى المسار المحدد من قبل الشركة الصينية، بحيث يمر بمدن هيا وسنكات وجبيت وسواكن وبورتسودان ..هناك شواهد على إهتمام حكومة البحر الأحمر بتنفيذ هذا المشروع .. والأفضل للحكومة الاتحادية أن تدعم هذا المشروع وتوفر له كل عوامل النجاح ..هذا المشروع الاستراتيجي هو التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة.. وبعد دخول أرياب وجياد مع حكومة البحر الأحمر، لو عقد السادة بوزارة المالية والبنك المركزي العزم، فان رئاسة الجمهورية قد تدشن هذا المشروع قبل مهرجان العام (2020)..!!

الطاهر ساتي

Exit mobile version