وأخيراً.. اتفق وزيرا الخارجية ومديرا المخابرات في السودان ومصر على تشكيل لجنة عسكرية ولجنة أمنية مشتركتين تعقدان اجتماعات دورية، كما اتفقا على تنسيق المواقف والتعاون الإستراتيجي ومراعاة (شواغل) الطرفين، على أن يوقع نقيبا الصحفيين على توقيع ميثاق شرف إعلامي ينهي حملات التراشق بين البلدين وعدم المساس بالقيادتين بما يحافظ على العلاقات (الأزلية) بين الشعبين .
بعد أن ظللنا نهتف في آذان الجميع في “القاهرة” و”الخرطوم” منذ عامين، وندعو للنأي بالعلاقات من هاوية الضغوط والمكائد والحملات الإعلامية المصنوعة هنا وهناك، ونؤكد أن ما بيننا أعمق وأكبر وأبقى، توصل الطرفان الحكوميان إلى ذات النتيجة.. متأخراً جداً !!
ماذا يفعل الهتيفة الآن؟!
كيف سيحدثون شعبينا عن (أزلية) العلاقات بين البلدين وقد كانوا قبل أسابيع يكتبون عن حشود عسكرية (مصرية) على الأراضي الإريترية قريباً من حدودنا الشرقية؟!
اتساق الأفكار وتناسق الرؤية والوقوف على قاعدة سياسية راسخة تنطلق منها المواقف، هو ما كان يميزنا عن الآخرين الذين كانوا يهرفون بما لا يعرفون، ويجدفون خارج سياق المنطق، يغالطون الواقع والوقائع، ويلوون عنق الحقائق، ثم لا مناص من أن يعودوا مهما طال الزمن ليؤكدوا أن العلاقات بين شعبي وادي النيل (أزلية) و(تأريخية) ولا يجب المساس بها !!
وماذا كنا نقول يوم أن هاج علينا الرجرجة والدهماء والمأمورين والموجهين من صفوف حكومتنا ومعارضتنا، غير ما توصلت إليه اللجنة السياسية والأمنية المشتركة يوم (الخميس) الأخضر؟!
كنا على صواب.. وكان غالبكم على خطأ.. ولكن خيراً فعلتم أن أتيتم متأخرين، فذلك خيراً من ألا تأتون !
سبت أخضر .
الهندي عزالدين
المجهر