حمور زيادة: الصادق المهدي ذهب ليعزي في وفاة قيادي شيوعي فالتقته ابنته بالنقاب

هناك أشياء كثيرة يمكن انتقاد الامام الصادق المهدي بها، سياسياً وفكرياً وتاريخياً، لكن ليس منها قط مسألة ابنه عبدالرحمن وعمله مع النظام.

في تقديري الشخصي ان استقلالية عبدالرحمن المهدي عن ابيه هي أمر يحسب للإمام الصادق. بل هي نعمة لا يدركها الإمام نفسه. فقد سمعته مرة يقول ان من نعم الله عليه ان اولاده لم ينشأوا مخالفين له. وضرب مثلا بقيادي شيوعي ذهب الامام ليعزي في وفاته فالتقته ابنته بالنقاب.

في تقديري – و أنا لست أباً لكني ابن – ان استقلال الابناء واتجاهاتهم المختلفة عن ابائهم هي نعمة للأباء. لأنها – وبغض النظر عن التوجه – دليل على التفتح وقبول الاخر.

يمكننا ان نختلف مع الفكر السلفي ما شئنا لكن لن ننكر لرجل مثل شيخ محمد هاشم الهدية رحمة الله انه انجب متصوفة.
انا واحد من الناس مات أبي وأنا مراهق صغير. لكني نشأت على عكس كل ما آمن به. كان والدي يمينياً طائفياً من مؤسسي حزب الشعب الديموقراطي ثم الحزب الاتحادي الديموقراطي. وانا رجل علماني لا يطيق الطائفية، ولا يؤمن لا بابو هاشم ولا بالمهدي وخليفته. عمل والدي مع نظام الانقاذ في بداياته، وليس لدي مشكلة في محاسبته تاريخياً على ذلك بل مستعد للشهادة بما أدركته وعرفته. وأعلم علماً هو لليقين أقرب ان والدي لو كان حياً لسعد وافتخر اني لم اعتنق ما يؤمن به.
ان من يلومون الامام الصادق لان ابنه يعمل مع النظام يفكرون بعقلية لا افهمها اذ يعتقدون ان رجلا في الخمسين من عمره مثل عبدالرحن الصادق يجب ان يكون تابعاً لأبيه فكرياً وطوع أمره سياسياَ.

ان موقف عبدالرحمن الصادق من السلطة خاطئ ويستحق المحاسبة ضمن قادة نظام الانقاذ، وأتمنى لا تدافع العائلة عنه إن أتت لحظة الحساب، لكن المؤكد ان هذا الموقف يصب في صالح الامام الصادق بتأكيد صورته كأب ديموقراطي لا يجبر اولاده على رأي ولا يتخلى عنهم ولو اخطأوا فهو ما يزال يدعوا علناَ أن تنفتح بصيرة عبدالرحمن ويعرف انه في الجانب الخطأ.
اني على كل اختلافي السياسي ( والتاريخي ) مع اسرة الامام الصادق إلا اني اعتبرها واحدة من الأسر المكلومة دوماً بالشائعات والهجوم بحق وبباطل. وهو أمر محزن يوجب التضامن ورد العدوان غير الاخلاقي وغير الصائب.

أقول هذا تعليقاً على الشائعة السمجة التي بدأ تداولها منذ الأمس عن صدام بين د. مريم ووالدها كان في قلبه انها قالت له انه منتفع من النظام بوجود ابنه فيه! وهي شائعة بادية السماجة.

بقلم
حمور زيادة

Exit mobile version