انطلقت، مساء الأربعاء، فعاليات الدورة الـ32 من “مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة” في السعودية، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وتحل الهند ضيف شرف هذه الدورة.
المهرجان تنظمه وزارة الحرس الوطني في العاصمة الرياض سنوياً ويعد أحد أهم المهرجانات الثقافية في الخليج والعالم العربي.
وشهد المهرجان عودة الأوبريت الغنائي، بعد توقف لعامين؛ نظراً لـ”ظروف المنطقة” ومشاركة السعودية في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن.
وخلال الافتتاح شهد الملك سلمان أوبريت «أئمة وملوك »، وهو أول أوبريت تقدمه الجنادرية منذ توليه الحكم في نياير/كانون الثاني 2015.
وتتمحور فكرة الأوبريت حول تقديم ومضات وإضاءات عن الدولة السعودية الأولى
والثانية والثالثة في قالب مسرحي يجمع بين الدراما والغناء والعروض الفنية باستخدام الشاشات واحدث التقنيات المتقدمة في هذا المجال.
كما يعد هذا أول مهرجان يتم تنظيمه بإشراف الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وزير الحرس الوطني ، وذلك بعد إعفاء الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
والملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، هو صاحب فكرة ومؤسس هذا المهرجان، الذي يُقام منذ عام 1985، وتولى الإشراف عليه وتنظيمه منذ تأسيسه، ثم أعقبه نجله إلى أن تم إقالته.
** الهند.. ضيف الشرف
وفي دورة هذا العام تشارك الهند كضيف شرف بالمهرجان، الذي يستمر 21 يوما.
وخلال الافتتاح، ألقت كلمة الدولة الضيف بالمهرجان وزيرة خارجيتها، سوشما سواراج ، شكرت فيها الملك سلمان على رفع نسبة الحجاج لجمهورية الهند لعام 2017م وتقديم الخدمات والتسهيلات المميزة لهم .
وبينت إن” الهند والمملكة تتشاوران وبشكل مستمر بشأن التطورات في المنطقة، مما يؤكد قوة العلاقات الأمنية والدفاعية والنظرة المشتركة كوننا ركنين رئيسين للأمن والاستقرار في المنطقة, وإن تعاوننا مهم لسلام واستقرار المنطقة”،
وقالت إن “الروابط بين شعوب البلدين الصديقين تعود لآلاف السنين ، حيث يعيش على أرض المملكة أكثر من 3 ملايين نسمة من الجنسية الهندية، وهم يشاركون في عجلة التطوير والازدهار الاقتصادي للمملكة”.
وتابعت “وفي ذات المقام يبنون(الهنود بالمملكة) ويحسنون من مستقبلهم في ظل الرعاية الكريمة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين “.
** تكريم شخصيات سعودية
وكرم الملك سلمان، خلال الافتتاح، بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى كلا من وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل،و تسلم التكريم الأمير تركي الفيصل .
كما كرم الراحل تركي السديري أحد أبرز أعلام الصحافة السعودية على مدى نحو نصف قرن، وخيرية السقاف إحدى الرائدات السعوديات في مجال الأدب، والصحافة .
** سباق الهجن
كما شهد الملك سلمان السباق السنوي للهجن وكرم الفائزين.
ويعد سباق الهجن (الجمال) من الفعاليات الأساسية في الجنادرية، وتحول على مر السنين من منافسة تقليدية بسيطة إلى منافسة رياضية قوية باتت من أكثر الرياضات جذباً للشباب الخليجي عامة، والسعوديين خصوصاً.
وفي ختام حفل افتتاح المهرجان أديت العرضة السعودية، وشارك في أدائها الملك سلمان.
وتمثل “العرضة” أحد أبرز ملامح “الجنادرية”، وهي رقصة شعبية جماعية بالسيوف من التراث الشعبي الواسع الانتشار في دول الخليج العربي.
وكانت “العرضة” تُؤدى في السابق خلال الحروب بهدف إثارة الحماسة والحمية والغيرة الوطنية لدى المحاربين، بينما تؤدى حاليا في المناسبات الوطنية والاجتماعية السعيدة.
ويتضمن الجنادرية أيضاً، أنشطة ثقافية منها محاضرات وندوات تناقش قضايا فكرية تواكب تطورات العصر.
والمهرجان يُنظم في قرية متكاملة شمال شرقي الرياض تحمل اسم الجنادرية، وتضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي، والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود.
ويقام بالنزامن مع المهرجان، برنامج ثقافي مصاحب له ، سيبدا فعالياته الخميس، بمشاركة كوكبة من المفكرين والمثقفيــن والمثقفــات من مختلف دول العالم.
أحمد المصري/الأناضول