لا خير فى وطن يحكمه الغرباء !!

* تخرج جماهير الشعب اليوم للتعبير عن رفضها التام لنظام البؤس والفساد والافساد والإتجار بالدين، الذى جثم على صدر الشعب 29 عاما، وأضاع البلاد واغتصب الحريات، وانتهك الحقوق بلا وازع من دين أو ضمير أو اخلاق، وسرق ونهب واكتنز من مال الشعب، ولم يجد أمامه شيئا جميلا إلا واستولى عليه بأنانية مفرطة، أو دمره فى حقد شديد، وأضاع القيم والمبادئ ومكارم الاخلاق، وأشاع فى الأرض الفساد وأفقر الشعب وكأنه عدو له، وهو بالفعل عدو له، بل عدو بغيض، كريه، مجرد من ابسط الصفات الانسانية والقيم الاخلاقية، وكيف لا يكون عدوا للشعب ولقد فعل بالوطن والشعب ما فعل، وارتكب من الجرائم والموبقات ما ارتكب، بدون خشية من الله أو خجل، ويا لسخرية الأقدار، فلقد فعل ما فعل باسم الله، لخداع البسطاء، ولكن هل يخدع الله .. (يخادعون الله، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).

* اليوم تنطلق الثورة، ويصطف الشعب ليبدأ مشوار النضال واقتلاع الظلم، والثأر ممن ظلمه وقهره وأذله وأهانه وامتهن كرامته، واغتصب حريته، ودمر وطنه، ونهب خيراته .. ولقد حانت لحظة الخلاص !!

* لا نخرج اليوم من أجل لقمة العيش، أو الاحتجاج على الغلاء، او رفض الفساد، بل من أجل هدف واحد هو إسقاط النظام، واستعادة الوطن السليب والحرية والكرامة، والحياة الكريمة !!

* لقد فقد النظام الفاشى الفاسد كل مقومات الحياة، وكل عناصر البقاء، وصار فى أضعف حالاته، يعيش فى عزلة كاملة، و يمتلئ بالرعب والخوف، رغم احتكاره للسلطة والمال والسلاح، ولكن ماذا يفعل المال فى يد البخيل، والسيف فى يد الجبان؟!

* نحن شعب معلم، شعب رائد، شعب قادر، شعب ثائر بطبعه وفطرته، شعب صابر، يمد حبال الصبر طويلا على الظلم، وعلى الحرمان، وعلى الجوع، وعلى المرض وعلى الفقر .. ولكن عندما يغضب ويكشر أنيابه، فويل لمن ظلمه، وحرمه، وجوعه، وأفقره، وأمرضه، وأعياه، وأنهكه وارهقه، وانتهك حقوقه، وسرق حريته، وأضاع قيمه، ونهب ثرواته، ويل له وأى ويل من غضبة هذا الشعب القاهر المعلم الثائر .. الشعب البطل !!

* لنخرج اليوم ونُرى هذا العدو قدرتنا على تحقيق البطولات وصناعة التاريخ ، ولقد صنعناه أكثر من مرة، وانتصرنا اكثر من مرة، واليوم أيضا سننتصر، بإرادة الشعب وبإذن الواحد الأحد الجبار المنتقم !!

* اليوم نبدأ رحلة نضال مجيدة فى يوم مجيد، لاستعادة الوطن السليب، وتحريره من الدنس والفساد والطغيان، وكما قال (الرصافى):
لا خير في وطن يكون السيف عند جبانه والمال عند بخيله، والرأي عند طريده والعلم عند غريبه، والحكم عند دخيله.

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version