ظهر سفير المملكة العربية السعودية لدى الخرطوم، علي بن حسن، في عدة مناشط (اقتصادية، ثقافية، سياسية، اجتماعية) علاوة على أدواره الدبلوماسية إذ تمكن خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العام من التواصل مع كافة مكونات المجتمع السوداني من قيادات العمل العام والرياضي والإعلامي علاوة على الزعامات الأهلية، ما يعني ان سفارة الرجل تنطوي على مهام فوق دبلوماسية خاصة بتجسير الصلات بين المملكة والسودان في شقيه الرسمي والشعبي.
بطاقة تعريفية
ولد السفير علي بن حسن أحمد جعفر، بمنطقة خميس مشيط المتاخمة لدولة اليمن في العام 1954م . ونال البكالوريس في العلوم السياسية من جامعة الرياض في العام 1978م ثم دبلوم الدراسات الدبلوماسية من معهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض في العام 1981م ، متزوج وأب لعدد من الأبناء يجيد الرجل الحديث بثلاث لغات (الإنجليزية والفرنسية والروسية). ومورفولجياً فالرجل قصير القامة يكسو رأسه الشيب ويميل في كثير من الاحيان لارتداء البدل من طراز (سفاري) ولا يلتزم كثيراً بارتداء الزي السعودي بماركته المسجلة (العقال) ويضع على عينيه نظارة سميكة وفي أحيان أخرى نظارة سوداء.
محطات خارجية
عمل السفير علي بن حسن في عدة مواقع خارجية ممثلاً للمملكة العربية السعودية من ضمنها المشاركة في الوفد الدائم بجنيف في الفترة (1981 -1989).
وشغل منصب سفير الرياض لدى موسكو حتى العام 2001م ، ثم اسند له أمر تأسيس سفارة للسعودية في العاصمة الأذرية باكو في خواتيم 2001م، وظل مبعوثًا هناك حتى 2009م، ثم أعيد مرة أخرى سفيراً بموسكو في الفترة ما بين 2009م حتى العام 2016م في العام 2017م تم تعينه سفيراً بالسودان .
علاقات واسعة
في فترة لا تتجاوز العام نجح سفير السعودية بالخرطوم علي بن حسن في بناء علاقات واسعة مع المجتمع السوداني بمختلف أطيافه.
في اكتوبر من العام الماضي سجل الرجل زيارة لزعيم قبيلة دار حمر عبد القادر منعم منصور بداره بالحلفايا، بعدها وفي زيارة مشهودة وصل إلى منطقة النهود بغرب كردفان وتم استقباله من قبل أعيان قبيلة الحمر بصورة أدهشت الكثيرين حيث تم استقباله عن مدخل المدينة وعلى أنغام الآلات الشعبية ونحر الذبائح ابتهاجاً بقدومه.
في المقابل تمكن بن حسن خلال فترة العام من بناء علاقات وطيدة مع الصحافة والصحفيين حيث دعاهم للمشاركة في تنوير إعلامي شهدته دار السفارة وذلك قبل فترة وجيزة، بل يحتفظ بهواتف عدد مقدر من محرري وكتاب الأعمدة بصحف الخرطوم بالإضافة لمشاركته في عدة مناشط ثقافية وأخرى اجتماعية.
بل ظهر في إحدى المناسبات الاجتماعية (زواج) نجل أحد أصدقائه السودانيين وهو يرتدي (جلابية سودانية) ومازح الصحفيين بالقول إنه يشجع الهلال السوداني لارتدائه (عمة وشال) باللون الأزرق.
ولم تكن هذه المشاركة الأولى للسفير السعودي في المناسبات الاجتماعية السودانية حيث شارك قبل أيام أحد قادة القوات الشرطية زواج نجله وقريباً من ذلك ظهر في أحد المنتديات الاقتصادية التي نظمت للحديث عن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان وكان يرتدي (بدلة سفاري ونظارة سوداء) ولم يتمكن الحضور من التعرف عليه مما دعا الخبير الاقتصادي المعروف عبد الرحيم حمدي للكشف عن وجوده بالقول (السفير السعودي قاعد معاكم هنا ولكنه متنكر من خلال ارتداء الزي الافرنجي).
أيضاً التقى السفير السعودي بمدير جامعة افريقيا العالمية د. كمال عبيد قبل أيام، وكذلك حضر سباق للفروسية قبل يومين، كما شارك في افتتاح استاد نادي الهلال.
تصريحات ثابتة
بالكاد تخلو الصحف السياسية في العاصمة السودانية خلال الأيام الفائتة من تصريحات للسفير السعودي. وسبق أن عنونت صحيفة زميلة بأنه طالب الخرطوم باتخاذ مواقف واضحة من الأزمة الخليجية، لكنه سارع لعقد مؤتمر صحفي لإزالة أي لبس قال فيه إنه تمنى من السودان أن يكون له موقف واضح من الأزمة الخليجية.
كذلك تحدث الرجل في حوار صحفي عن إعفاء الفريق طه عثمان من موقعه كمدير لمكتب الرئيس البشير وربما يكون ذلك لكون الرجل ينشط حالياً ضمن الطاقم السعودي في أدوار خارجية. وفي منتصف الأسبوع الماضي أطلق السفير السعودي من داخل البرلمان تصريحات صحفية ساخنة اتهم فيها جهات –لم يسمها- بالعمل على توتير العلاقات بين الخرطوم والرياض.
وأخيراً التقى السفير السعودي بوالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين، وأعلن السفير في تصريحات صحفية عن رساميل سعودية ستدخل ضمن الاستثمارات السعودية بالخرطوم، بل قدم مقترحاً لحوسبة المعاملات الحكومية أسوة بما يجري في المملكة .
وفق القانون
مشاركة السفراء في المناشط الاجتماعية وعقد لقاءات مع أعيان القبائل ينظر إليها السفير الرشيد أبوشامة بشيء من الإيجابية، ويقول إن من حق أي سفير أن يتحرك ويشارك في كل المناشط الاجتماعية والثقافية والرياضية بشرط أن يحترم الدستور والأعراف الدبلوماسية. وحول نشاط السفير السعودي بالخرطوم يقول أبوشامة لـ (الصيحة) إن ما يقوم به السفير السعودي بالخرطوم أمر إيجابي وهو في حدود القوانين. في السياق ذاته يقول السفير إبراهيم الكباشي ان تواصل السفراء مع المكونات الاجتماعية في البلدان التي يعملون بها أمر من صميم عمل السفير، حيث ينبغي عليهم تلبية الدعوات الاجتماعية التي تقدم لهم. مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) بأنه لا مانع من مشاركة أي سفير في المناسبات الاجتماعية بغرض مد جسور التواصل.
الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة