* أود ان أقص عليكم قصة أهل قرية ليس لهم حاكم ، كانوا يعيشون حياتهم بكل بساطة ، كل شخص في تلك القرية كان يعي دوره تماما ويقوم به على أكمل وجه ، لا أحد يتوانى ، أو يتخاذل عن بذل الجهد في العمل ، كانت القرية مضرب مثل لكل القرى المجاورة، والتي كان على رأس كل واحدة منها حاكم ، رغم ذلك لم تستطع واحدة رفع معدل الترفيه والسعادة والاكتفاء الذاتي لساكنيها ، كما هو الحال في تلك القرية التي لا حاكم لها …
* في احد الايام اجتمع كل سكان القرى ، باستثناء تلك القرية الفريدة ، أخذوا يدرسون أسباب التراجع في القرى ، وفي ذات الوقت أسباب التقدم في القرية المثالية ، انبعث صوت أحدهم فجأة من بين جموع الحاضرين قائلا : قد يعود سبب تراجعنا وتقدم تلك القرية هو وجود حكام هنا والعكس صحيح ، لذا نطالب باستقالة جماعية لديوان الحكم ، نود أن نخوض تجربة القرية التى ليس بها حاكم علنا ننعم ببعض الرفاهية …
* في الوقت الذي لاذ الجميع فيه بالصمت ، خوفا من أن يصبهم مكروه ، ارتفع صوت رئيس الجلسة وهو أحد حكام قرية من القرى المجتمعة ، قال وبكل بساطة : علينا أن نرشحك أيها الموطن الشجاع حاكما على تلك القرية ، فإننا نراك صاحب صوت جوهر في الحق ، ونظرة ثاقبة للمستقبل ، وقلب يعج بالخير ، ورأي عادل ، ثم نادى على أحد الوزراء وقال له : ضع على رأسه التاج وعلى يديه وثيقة الحكم ثم أمنحوه فرسا أصيلا وحارسا وجارية …
قصاصة أخيرة
لم تعد القرية كما كانت وغار صوت حاكمها في دهاليز اخرى
قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة