انقضت ( 250 ) يوما من عمر حكومة الحوار الوطني التى تم تشكيلها فى الحادى عشر من مايو الماضى ,حكومة أقرها الحوار الوطني كمخرجات واتفقت عليها الأحزاب والحركات المسلحة التى شاركت فيه , بعد حوار استمر ثلاث سنوات، حصيلته (905 ) توصية أُوكلت لحكومة الحوار بتنفيذها، وهى واجبة النفاذ، على رأسها السلام والحريات ومعاش الناس .
عشية اعلان الحكومة قال الفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، إن حكومة الوفاق الوطني التي تم الإعلان عنها تعد حكومة كفاءات، حيث ضمت أكثر من 12 شخصا من حملة درجة الدكتوراة، و أربعة بدرجة البروفيسور، بجانب عدد مقدر من المهندسين.
أولويات حكومة الوفاق الوطني تمثلت في وقف الحرب وإرساء دعائم السلام وتعميق حماية الحقوق والحريات وتحسين العلاقات الخارجية وفق المصالح الوطنية استنادا إلى دبلوماسية التنمية والاهتمام بمعاش الناس وقضاياهم والعدالة في توزيع الدعم الاجتماعي والاصلاح المؤسسي والحكم الرشيد مع مراجعة هياكل أجهزة الدولة وعلاقاتها الرأسية والأفقية من خلال أجهزة الضبط المؤسسي وتعزيز دور المشاركة الشعبية في أمر الحكم والرقابة من خلال الأطر القانونية المعتمدة واستكمال التعديل الدستوري والتشريعي بما يستجيب ويستوعب مقررات الحوار الوطني بجانب وضع أهداف كمية لتحسين الوضع الاقتصادي العام والتركيز على زيادة الإنتاج والإنتاجية في كافة القطاعات بما يعزز قدرة الاقتصاد الوطني على إحداث التوازن الداخلي ويدعم ميزان المدفوعات والعمل على تجويد التعليم العام وترقية مخرجات التعليم العالي وخفض معدلات وفيات الطفولة والأمومة مع التوسع في إنشاء المراكز العلاجية المرجعية في الأقاليم الجغرافية المختلفة بجانب إكمال تصميم خارطة السودان الاستثمارية والترويج للاستثمار لجذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية والعمل على خفض الإنفاق العام وزيادة الإيرادات عبر الإصلاح الضريبي والاهتمام بالشباب وترقية قدراتهم الإبداعية ومخاطبة قضاياهم الحقيقية والسعي لإعفاء الديون والإنفتاح على مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية لتمويل المشروعات التنموية بالبلاد والاهتمام بالمظهر العام لعواصم الولايات بالتركيز على صحة البيئة ونظافتها وإضفاء اللمسات الجمالية عليها وذلك بالتنسيق مع حكومات الولايات.
خلال فترة ال 250 يوما انجزت حكومة الوفاق الوطنى قدر ماتستطيع من المنجز السياسى والدبلوماسى والاجتماعى والعسكرى الامنى الا انها اخفقت فى المنجز الاقتصادى حتى قبيل توجيهات رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الاخيرة حول ضبط السوق واسعار السلع الضرورية للمواطنين
فى المحور الخدمى والاجتماعى وخلال ال 250 يوما قامت رئاسة الجمهورية الرئيس ونائبه الاول ونائبه ومساعديه بالعديد من الزيارت الى الولايات المختلفة افتتحوا خلالها كثر من المشاريع الخدمية والتنموية من بينها زيارة رئيس الجمهورية لولاية الجزيرة و افتتاح زمرة من المشاريع التنموية والخدمية في قطاعات الصحة والتعليم والطرق والشباب والرياضة والكهرباء والمياه والشؤون الاجتماعية موزعة على جميع المحليات وتدشين النسخة الثالثة من مهرجان الجزيرة للسياحة والتسوق الثالث.
ثم زار ولاية غرب دارفور وافتتح مجموعة كبيرة من المنشآت ابرزها مشروعات التعليم وكهرباء فوربرنقا واستاد الجنينة وثلاثة كباري داخل المدينة , اما فى ولاية كسلا فقد افتتح مقرالصندوق القومي للإمدادات الطبية وشهد اختتام فعاليات الدورة المدرسية ( 27 ) و مقر الإمداد الدوائي كما افتتح طريق السوق الشعبي بريمة و طريق الشهيد محمد كرار .
وفى الولاية الشمالية إفتتح رئيس الجمهورية بمحلية دنقلا المرحلة الأولى من طريق السليم ناوا بطول 100 كلم وبمحلية القولد مباني البنك الزراعي ومستشفى القولد ومركز القولد لأمراض وغسيل الكلى، كما افتتح الكلية التقنية بجامعة السودان التقنية ومركز الجامعة الإسلامية فرع القولد.
بينما افتتح النائب الأول لرئيس الجمهورية بولاية جنوب دارفور العديد من المنشآت التنموية والخدمية ثم قام بزيارة تفقدية للعمل في طريق الصادرات (بارا – جبرة الشيخ – أم درمان ).
فى محور العلاقات الخارجية وتوطيدا للعلائق الازلية القديمة او تجديدا لها او فتح افاق اخرى لها سجلت مؤسسة الرئاسة جملة من الزيارات الناجحة الى دور الجوار اثيوبيا واريتريا وتشاد ويوغندا والى الدول الشقيقة السعودية والكويت والبحرين وقطر والدول الصديقة روسيا وتركيا وساحل العاج ومن الناحية الاخرى زار البلاد خلال فترة ال 250 يوما مجموعة من الرؤساء والوزراء والشخصيات الدولية اظهرت تحسن مستوى العلاقات الدولية للسودان مع كل اركان العالم شرق وغربا شمالا وجنوبا فقد زار الخرطوم رئيس جمهورية افريقيا الوسطى فوستن ثواديرا , و الرئيس البوركينيو , والرئيس إلكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروسيا, و رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي, و الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان , و نائب المدير الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين السيدة انجيلا كونقو , وزيرا الزراعة والطاقة بجمهورية بلاروسيا و رئيس الوزراء التشادي باهيمي باداكي البير , و الرئيس الغيني البروفيسور الفا كوندي , والرئيس الرواندي بول كاغامي واختتم الزيارات الرئيس التركى رجب طيب اردوغان .
فى المحور الثقافى الرياضى شارك النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن رئيس مجلس الوزراء القومي بكري حسن صالح فى 18 نوفمبر الماضى انطلاقة مناشط الدورة المدرسية القومية السابعة والعشرين التي استضافتها ولاية كسلا تحت شعار(يلا نعمل للوطن )
فى المحورالامنى العسكرى الاجتماعى نفذت حكومة الوفاق حملة جمع السلاح وعربات الدفع الرباعى القتالية بهدف وضعه فى ايد القوات النظامية وبسط هيبة الدولة على اركان البلاد بعد استتباب الامن فى ارجاء السودان الا قليلا فى منطقتى جنوبى كردفان والنيل الازرق وهاتين المنطقتين تشهدان الان وقفا لاطلاق النار , وتترقب الاوساط استئناف التفاوض مع قطاع الشمال بداية فبراير القادم وسط تفاؤل بالوصول الى تسوية شاملة .
اما فى المحور المعنوى العام فقد حققت حكومة الوفاق اكبر منجز فيه لما اعادت (الساعة) الى التوقيت المحلى ليتسق دوليا مما انعكس ايجابا وسرورا عارما وسط الشعب , وعاد البروف كمال شداد لقيادة الاتحاد العام لكرة القدم بعد الاخفاقات الكثر التى تراكمت فى الفترة السابقة التى شهدت ولاول مرة فى تاريخ النشاط الرياضى بالبلاد ان تصدر (الفيفا) قرار تجميد النشاط الكروى لمدة عشر ايام ..ويبقى الان ان المواطن ينتظر من الحكومة الوفاقية ان تنجح اكثر واكثرفى تخفيف غلواء الاسعار وغول السوق واحتكار قلة لقوت الاكثرية وضرورياتهم من السلع .. والحمد لله ادركت الرئاسة ذلك وتحركت توجيها وقرارا من اجل المواطن .
كتب- سعيد الطيب
الخرطوم 23-1-2018م (سونا)