قضيت قرابة الساعات الخمس أبحث بصورة مضنية عن السيناتور سوني لي … استغربت جدا لأن مجلس الشيوخ الأمريكي عبارة عن مئة شخص ومن يشتغلون بالسياسة الخارجية طرقت أسماعنا أسماؤهم سواء في الشأن السوداني أو في شؤون دول أخرى … لم أسمع بسيناتور اسمه سوني لي … وقلت ربما أخطأوا في الاسم وأرادوا مايك شووني لي وهو سيناتور جمهوري من ولاية يوتا وعاصمتها سولت ليك سيتي وهو من المورمون وهم ديانة تعتبر نفسها مسيحية ولا يعترف بها المسيحيون وهذه قصة أخرى تتعلق بألواح جوزيف سميث المقدسة التي وجدها في كاليفورنيا … ولكن من اللافت أن مايك لي (وليس سوني لي) من أقطاب “حزب الشاي” وهو تيار عريض قام بتدشين احتجاجات واسعة في العام 2009 ثم قام في مواجهته حزب اسمه حزب القهوة… وكلا الحزبان قضاياهما داخلية واقتصادية.
قد يعتقد من يقرأ هذا الكلام أنني “أهضرب” ولكنني في حقيقة الأمر أبحث عن سوني لي ضيف البلاد الذي التقى بمساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب بروف إبراهيم غندور في القصر الجمهوري والتقى بوزير الخارجية الأستاذ علي كرتي في الخارجية والتقى يرئيسي البرلمان السابق والحالي. وقد جاء بدعوة من السابق أو الحالي لا أدري ولكن قالت وسائل الإعلام إنه جاء للبلاد بدعوة من البرلمان وحضر اللقاء في القصر مع البروف غندور رئيسا البرلمان السابق والحالي …!
والتقى بوزير الصناعة ووزير الاستثمار و…
وهو ليس سيناتورا وإن قالت وسائل الإعلام الرسمية ذلك … ربما أخطأت وربما أخطأ المصدر وربما أخطأ البرلمان وعلى الحكومة أن “تفتش نفسها وإعلامها”.
على العموم سوني لي سياسي ورجل أعمال أمريكي من الوزن الثقيل … وقد تلقى تكريما من “اللجنة الجمهورية السيناتورية الوطنية” وهي منظمة من منظمات الحزب الجمهوري الأمريكي مثلها مثل مجلس الحزب ولجنة الانتخابات و…
لتقريب الفهم لو كان هنالك مجلس لبرلمانيي المؤتمر الوطني ومنح رجل الأعمال (س،ص،ع) عضوية فخرية لسكرتارية المجلس هل يصبح بذلك عضوا في البرلمان السوداني؟ ويجب أن نضع في الاعتبار أن مجلس الشيوخ أكثر حساسية ورمزية من مجلس النواب …. ويجب أن نضع في الاعتبار أن هذا الموضوع يخص دولة كبيرة بحجم أمريكا.
ما حدث خطأ بكل المقاييس وفيه احتمالان لا ثالث لهما:
أن يكون الخطأ من الجهة الداعية وهي البرلمان إذ كان لزاما عليها أن تحدد الألقاب والأسماء جيدا وتضبطها في كل المقابلات وفي النشر الرسمي.
أن يكون الخطأ قد حدث في مرحلة صياغة الخبر وتم الخلط في الاسم والصفة وهنا يجب على الناطق الرسمي التصحيح.
في كل الحالات هنالك خطأ وهنالك إبطاء في المعالجة لأن الجهات المعنية حسب مجهوداتي المتواضعة ومن أشركتهم في الأمر قد بلغهم الموضوع ويجب أن يقوموا بتصحيح الموقف بأعجل ما تيسر ودون التفكير على طريقة “نفض العقرب” مثل الشخص الذي يريد أن يبعد العقرب عن ثيابه ولا يهمه فيمن سقطت … المهم أن تغادره العقرب إلى غيره.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني