*إبراهيم محمود يريد أن يبيع الثلج في عز الشتاء..
*فالبضاعة الكلامية التي حاول تسويقها للناس البارحة صارت كاسدة..
*وهذه واحدة من (مضار) رفع أمريكا عقوباتها عن الحكومة..
*فما عادت هنالك (شماعة) يمكن تعليق الإخفاقات عليها كما في السابق..
*ومن ثم فإن عبارة (نُحاصر بسبب لا إله إلا الله) لا أحد يصدقها..
*هذا فضلاً عن إنه لا أحد يصدق – أيضاً – وجود مظاهر للشريعة على الأرض..
*وأعني مقاصدها العليا ؛ من عدل… ورحمة… ونزاهة..
*فالشريعة ليس فيها فساد… ولا حماية للفساد… ولا حصانة من الفساد..
*وليس فيها قهر للناس كيلا يعبروا عن غضبهم جراء (الجوع)..
*وليس فيها إقصاء للأغيار تحت مسمى التمكين… والهيكلة… والصالح العام..
*ولكن يبدو أن مساعد الرئيس أحد ضحايا (الانفصام عن الواقع)..
*أو أحد الذين ما زالوا يراهنون على صلاحية هذه البضاعة رغم إنها باتت (مضروبة)..
*أو أحد الصارخين بأي شيء… ما دام يرى فيه تعضيداً لمكانته..
*وأكاد أجزم بأن السيد إبراهيم محمود غير مقتنع هو نفسه بهذا الذي يقول..
*أما إن كان يقوله عن اقتناع فلنجادله (بالمنطق)..
*ليس بشأن وجود شريعة (من أصله) – أو عدمها – على مسرح الحدث السوداني..
*فهذه الجزئية نتجاوزها… ونفترض معه أنها موجودة (بالحيل)..
*وإنما نجادل في شأن (تنشين) الاستهداف الخارجي على شريعتنا… دون غيرها..
*فتركيا (صديقة) حكومتنا – مثلاً – ترفع شعارات الدين..
*ولكنها – بسم الله ما شاء الله – تقفز من نجاح إلى آخر دون أي استهداف خارجية..
*وإيران التي كانت صديقة حكومتنا ترفع الشعارات ذاتها كذلك..
*ولكنها تمضي بالتنمية قدماً إلى حد (المشروع النووي)..
*وماليزيا صديقة حكومتنا – وحبيبتها – يُضرب بطفرتها الحضارية المثل الآن..
*والسعودية… وإندونيسيا… وباكستان…وقطر..
*كل حكومات هذه الدول ترفع رايات (الدين)… وتحقق نجاحات في مجال (الدنيا)..
*ولم نر (مستهدفاً خارجياً) واحداً يحاول عرقلتها..
*علماً بأن ثرواتها الطبيعية أقل من التي عندنا… باعتراف مهاتير (ماليزيا)..
*طيب أين تكمن المشكلة فيما يلي حكومتنا (الإسلامية) ؟..
* في رفع رايات الدين ؟… أم رفع الـ(معانا) ولو على حساب (معاناة) الناس؟..
*فالحقيقة التي يتعامى عنها محمود أن هنالك أزمة (إدارية)..
*رغم كثرة (إداريين) يبلغون أضعاف الذين حققوا النجاحات في هذه الدول (الإسلامية)..
*ومنهم من (رُفع) شأنه لمجرد أنه من الـ(معانا)..
*ثم لا عمل فعلي له سوى إخراج الشعارات (المثلجة)…عند الضرورات (الساخنة)..
*أو (تكسير ثلج) لأصحاب القرار… من أجل (البقاء)..
*أو (بيع الثلج في عز الشتاء !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة