يمكن لمعظم الناس في التو واللحظة أن يتلقوا مكالمات هاتفية على هواتفهم النقالة، أو يستخدمونها للاستماع إلى الموسيقى. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من فقدان السمع أو الضعف الشديد، فإن هذه الأنشطة البسيطة يمكن أن تكون محبطة ومعقدة.
وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإنه، وحتى يومنا هذا، يحتاج المرضى، الذين تم زرع قوقعة صناعية لمساعدتهم على السمع، إلى استخدام تكنولوجيا إضافية – يتم تثبيتها على ملابسهم بمشبك مثل تلك المستخدمة لسماعات الهواتف الخارجية، وترتبط عبر أسلاك أو لاسلكيا بمعالج صوت يرتديه المريض خلف الأذن للاستماع إلى الموسيقى أو الرد على المكالمات الهاتفية. وذلك لأن وضع الهاتف على أذن المريض يمكن أن يسبب مشاكل أبسطها الطنين والصفير.
إضافة إلى تلك التجهيزات، يجب أن يتم وضع الأجهزة الإضافية على بعد 30 سم من فم المستخدم لكي يتم سماعهم على الجانب الآخر من الاتصال بوضوح.
ومن بعض المشاكل التي تصادف مستخدمي تلك التقنية، علاوة على ضرورة تذكر حمل وتثبيت الأدوات الإضافية المساعدة في كل الأوقات، أنه حتى مع وضعها بشكل صحيح، يمكن أن يكون هناك تأخير في الوقت في نقل الصوت للأذن وبالتالي تأخر ردهم على المتحدث إليهم.
تقنية جديدة
تم التوصل مؤخرا إلى زراعة نوع جديد من قوقعة الأذن يمكنها توجيه المكالمات الهاتفية والموسيقى من الهواتف، وأجهزة آي بود أو أجهزة آي باد مباشرة إلى الأذن دون الحاجة إلى أدوات إضافية مساعدة. وتتميز القوقعة الجديدة بأنها تقوم ببث الصوت مباشرة إلى الأذن بدون تأخير وبوضوح تام.
وتستخدم القوقعة الجديدة واسمها ” Nucleus 7″ حاليا مع أجهزة أبل، الصانع الوحيد الذي يتعاون مع الباحثين في مجال تكنولوجيا فقدان السمع.
في حين أن أجهزة السمع القياسية تضخم الأصوات، فإن زرعات القوقعة تقوم بدور القوقعة الطبيعية، وذلك من خلال هيكل على شكل حلزوني في الأذن الداخلية.
وفي داخل الشكل الحلزونى توجد هياكل تشبه الشعر المجهري تسمى أهداب، تقوم بتحويل الصوت إلى نبضات كهربائية، تنقلها القوقعة إلى المخ.
ومع ذلك، يمكن لهذه الشعرات أن تتضرر، على سبيل المثال بسبب الضوضاء الصاخبة، والعدوى أو الصدمة. ويساعد جهاز القوقعة على التغلب على هذا الأمر، فيما يقوم معالج الصوت الذي يوضع خلف الأذن بالتقاط وتحويل الصوت إلى إشارات رقمية.
ويمرر المعالج هذه الإشارات إلى جهاز إرسال، مثل لفائف صغيرة، تلبس على جانب الرأس فوق الأذن، وتثبت في مكانها بمغناطيس يرسل الإشارات عن طريق موجات الراديو إلى جهاز استقبال في الجمجمة.
ويوصل جهاز الإرسال بدوره إشارات إلى القطب المزروع في القوقعة التي تقوم بعمل الشعرات التالفة. ويحفز القطب العصب السمعي بتيارات صغيرة لتوفير الشعور بالسمع.
ويعمل Nucleus 7 بنفس الطريقة – ولكن مع فائدة إضافية من التكنولوجيا اللاسلكية، بما يعني أن المعالج يلتقط إشارات من الأجهزة الإلكترونية المتزامنة ويضعها مباشرة في جهاز الاستقبال.
أما هؤلاء الذين تم زرع قوقعة أذن لهم ويرغبون في استخدام Nucleus 7، فسيمكنهم إحلال إصداراته محل المعالج القديم وجهاز الإرسال. أما المرضى الذين لم يتم زرع قوقعة الأذن لهم بعد، فسيركب لهم جهاز Nucleus 7 بأكمله، أي جهاز الإرسال والمعالج والزرع والأقطاب الكهربائية.
ويمكن أيضا تحسين جودة السمع من Nucleus 7 في الأماكن الصاخبة مثل المطاعم – حيث يعطي المستخدم من يجلس معه متحدثا إليه ميكروفونا صغيرا (على غرار توصيلة الهاتف) مما يجعل صوت مكبر الصوت يتدفق لاسلكيا مباشرة الى الأذن، ويقضى على الضوضاء التي في الخلفية.
موقع العربية نت