شن زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان الصادق المهدي هجوماً عنيفاً على السلطات الحكومية لقمعها احتجاجات سلمية بالقوة الأربعاء، بينما أعلنت قوى المعارضة توحدها لإسقاط النظام.
وفرقت الأجهزة الأمنية السودانية وقفة احتجاجية دعت لها قوى المعارضة بميدان المدرسة الأهلية بمدينة ام درمان الأربعاء، ضد غلاء المعيشة.
وعقب فض الوقفة الاحتجاجية انتقل العشرات الى دار حزب الأمة القومي بأم درمان، مرددين هتافات مناوئة للحكومة، أبرزها “يسقط حكم العسكر”.
وقال المهدي في مؤتمر صحفي إن “الحكومة أخلت بالتزامها لحماية التظاهر السلمي”.
وتابع” خرج الناس وكانوا يريدون وقفة سلمية خالية من العنف ولكن اهل العنف والعصي والأسلحة هم الذين هجموا عليهم وضربوا النساء وكبار السن واعتقلوا عددا كبيرا من المواطنين كانوا يرفعون شعارات سلمية”.
وتشير (سودان تربيون) الى أن القوات الأمنية اعتقلت خلال هذه الاحتجاجات عدد من الصحفيين بعد ملاحقتهم بينهم عبد المنعم أبو ادريس مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بالخرطوم، وخالد عبد العزيز مراسل رويترز.
كما أحصى الحزب نحو 35 معتقلا في احتجاجات الاربعاء، بينهم كريمتي رئيس الحزب رندا وأم سلمة.
وأكد المهدي اعتقال كل من نائبه في رئاسة الحزب محمد عبد الله الدومة، والامين العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب والقيادي بحزب الأمة ابراهيم الأمين متأخرين.
واتهم المهدي الحكومة بالفشل وقال ” آن الأوان لقيام نظام ديمقراطي “.
ودعا الحركات المسلحة الى اعلان وقف إطلاق نار شامل ومفتوح لمنح القوي المدنية الفرصة في تغيير النظام عبر الاحتجاجات السلمية.
وشهد المؤتمر الصحفي للمهدي الإعلان عن توحد قوى المعارضة السودانية بتلاوة “إعلان خلاص الوطن “، لإسقاط النظام وإقامة نظام جديد يقيم دولة الوطن.
وهاجم الإعلان سياسات النظام الخارجية ونظمه الاقتصادية كما انتقد اهماله القطاع الصحي والزراعي.
وأكد ضرورة تطبيق سياسات بديلة متفق عليها، والالتزام بعقد مؤتمر دستوري قومي واتباع سياسة متوازنة.
وشددت قوى المعارضة على مواصلة عملها التعبوي باستخدام الإضراب العام والعصيان المدني والحشد الشعبي لتحقيق انتفاضة سودانية ثالثة.
من جهتها حيت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، رفض الجماهير لسياسات الحكومة وخروجهم عليها>
وأكد الحلو في بيان الأربعاء التلاحم مع “القوى التواقة للانعتاق من صلف سلطة الأقلية الإسلامية وازلامها من شرائح الرأسمالية الطفيلية”
وأعلن العزم العمل مع جميع قطاعات الشعب السوداني ” من اجل سودان جديد خال من الاستبداد ومفعم بالحرية والعدالة والمساواة ومزدان بالتنوع والتعدد”.
من جهتها أكدت حركة العدل والمساواة السودانية تأييدها الكامل، ووجودها في قلب المظاهرات السلمية التي يعبّر فيها الشعب السوداني عن رفضه للارتفاع الجنوني للسلع والخدمات الأساسية.
وقال المتحدث باسم الحركة جبريل آدم بلال في بيان الأربعاء إن المظاهرات التي خرجت تعبر عن رفض الشعب السوداني القاطع لميزانية الحرب على الشعب و تجويعه التي اعتمدها النظام للعام المالي ،2018 لأنها ستحيل -لا محالة -حياة الشعب إلى جحيم.
ودان بلال العنف المفرط الذي واجه به النظام المظاهرات السلمية، وأضاف ” كما تدين الحركة اعتقال القيادات السياسية، والصحفيين، والنشطاء، والطلاب الذين شاركوا في هذه المظاهرات”.
كما امتدح السلوك الحضاري الذي ظهر به الشعب السوداني ببعده الكامل عن الإضرار بالممتلكات، وإصراره على سلمية المظاهرات، ورفضه ردّ عنف النظام المفرط بالعنف.
وطالب المتحدث بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، والصحفيين، والأسرى، دون قيد أو شرط.
ووجهت الحركة عضويتها وقواعدها للالتحام بجماهير الشعب، وتقدّم صفوف المتظاهرين. كما دعت جماهير الشعب السوداني لمقاومة سياسات النظام ورأت أن المقاومة السلمية ” فرض عين على كل مواطن مستطيع”.
سودان تربيون.