تحدث الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” عن علاقة بلاده مع السودان وقال لن نحارب الأشقاء والجيران السودان وأثيوبيا، وسوف نلتفت إلى التنمية ولن نتدخل في شؤونهما الداخلية، ووجد كلام الرئيس “السيسي” صدى طيباً في الأوساط السودانية، وكلامه عين العقل وليس في حاجة مصر أن تدخل في صراع مع جيرانها، فهي في أمس الحاجة إليهما بدلاً من افتعال المشاكل، ولكن هذا الكلام الجيد من الرئيس المصري يقابله كلام سيئ من المدعو “هاني رسلان” الذي لا يحترم كلام رئيسه، فقد سأله مذيع العربية بعد كلام الرئيس”السيسي” وإلى أي مدى يساعد في تهدئة الأوضاع بين البلدين، فإذا المدعو “رسلان” الذي صنعته الإنقاذ وأغدقت عليه من الطيبات يقول إن الحكومة السودانية تعاني من اضطرابات داخلية وموجة من الغلاء جعلتها تفتعل المشاكل مع مصر، وزاد المدعو “رسلان” بأن الحكومة السودانية لها علاقة بحركة الإخوان المسلمين وسبق لها أن حاولت اغتيال الرئيس المصري السابق “مبارك”، فـ”رسلان” لم يستمع إلى حديث رئيسه، لأنه لا يقرأ ولا يسمع، ولو سمع وقرأ لما تجرأ بمثل هذا الحديث الفارغ، فالإنقاذ غرست زرعاً، ولم ينبت هذا الزرع إلا نباتاً سيئاً كهاني رسلان الذي لم يحترم الدولة التي كان لها الفضل في أن يكون له وجود في التحليل الإخباري، فلو كان يعرف التحليل لما قال الكلام الفج، ولكن هذه هي الإنقاذ لم تحسن اختيار حلفائها، فكانت تظن أنها صنعت إعلامياً يمكن أن تستفيد منه في النوائب، ولكن المدعو “رسلان” لا يشبه الذين صنعوه وهو غرس ليس طيباً، فالرئيس “السيسي” يشبه الرئيس “عبد الناصر” الذي أحبه أهل السودان ووقفوا معه في محنته التي لم تقف معه الأمة العربية وهو يتجرع كأس الهزيمة في 1967، كان السودان هو الدولة الوحيدة التي ضمدت جراحه ومسحت دموعه وأحزانه، وها هو الرئيس “السيسي” ربما قرأ سيرة “عبد الناصر” وأراد أن يمشي عليها، كما عرف قدر السودان، فـ”السيسي” الآن يعلم تماماً أن الحرب مع السودان ستزيد معاناته خاصة وأن المواطن السوداني يدخل إلى خزينة الدولة المصرية ملايين الدولارات من خلال العلاج أو السياحة، ولذلك لا يريد أن يفتح جبهة أخرى وهو يعاني من داعش بالسويس، فاستخدم الحكمة والدبلوماسية مع السودان وحتى أثيوبيا التي يدق الإعلام المصري لها طبول الحرب بسبب سد النهضة الذي زين الإعلام المصري أن قيامه سيفقد مصر حصتها، ولذلك فالإعلام المصري ومنذ أن بدأت المفاوضات حول هذا الملف، يريد أن يحدث شرخاً في العلاقات بين البلدين وظل يدق الطبل والإخوة الأثيوبيون يواصلون في مشروعهم الذي سوف تستفيد منه مصر والسودان، ولذلك تأكد “السيسي” أن المشروع ليس فيه ضرر للأطراف الثلاثة، إلا أن الأغبياء من الإعلام المصري وبدون دراية ومعرفة وقراءة في التاريخ والجغرافية بدأوا الحرب الباردة حتى تتحول إلى الحرب بالأسلحة، ولكن خاب ظنهم ورئيسهم يخرج إلى الإعلام ويقول لن أحارب الجيران السودان وأثيوبيا، ولكن من الذي يقنع الجهلة مثل “هاني رسلان” المدعي المعرفة بدون معرفة، فلو قرأ “رسلان” المشهد تماماً لما عاد إلى الماضي، فمن غبائه لم يفهم سؤال المذيع بقناة العربية الذي سأله سؤالاً محدداً عن مستقبل العلاقات بين السودان ومصر بعد حديث رئيسه، ولأن “رسلان” لم يفرق بين العلاقات الأزلية والمصلحة المنفعية التي انقطعت عنه، فـ”السيسي” دبلوماسي يعرف كيف يمتص غضب الإخوة ويعيد التوازن والماء إلى مجراه الطبيعي، ولكن معظم الإعلاميين المصريين يحملون الطار ولا يعرفون كيف يستخدمونه.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي