هذه المرة، سيطر وزير الخارجية إبراهيم غندور على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الـ48 ساعة الماضية، لكنه لم يكن عن علاقات السودان الخارجية، إنما عن الخبر الذي أوردته (السوداني) بتقديم استقالته، ثم لاحقاً آخر، بمحاولة صحف أخرى نفيه، مما أشعل الاهتمام به بصورة أكبر..
لكن الجدل حسمه غندور بنفسه لينفي ضبابية الموقف ويؤكد على ما أوردته (السوداني) أمس (الثلاثاء)
الخبر الأول
تحت عنوان (وزير الخارجية يتراجع عن الاستقالة بعد تدخل قيادات بالدولة)، أوردت الصحيفة خبرها أمس الأول، منحت فيه قليلاً من التفاصيل حيث جاء فيه أن إبراهيم غندور دفع باستقالته لرئيس الجمهورية نهاية الأسبوع الماضي، وأن ثمة جهود بذلتها قيادات بالدولة – لم يسمها الخبر – تمكنت من إقناع غندور بالتراجع عن استقالته، وأنه وافق على ذلك.
وأكد الخبر الذي سعت صحف لنفيه، أن وزير الخارجية زاول نشاطه بوزارة الخارجية كالمعتاد، وابتدر ذلك بلقاء مع وزير الخارجية الإثيوبي ورقيني قبي أعقبه مؤتمر صحفي مشترك للوزيرين.
ما جاء على لسان الصحف
الخبر الثاني الذي ورد في اثنتين من الصحف، أمس الثلاثاء أشعل الاهتمام أيضاً، والذي نشر بعد 24 ساعة وجاء فيه أن غندور وصف الأنباء التي وردت عن استقالته بأنها ” كلام بايخ”، وتضمن أيضاً حديثاً لما وصف بالمصادر المقربة والتي قالت للصحف إن غندور لم يقدم استقالته وأنه نوى ذلك لكن لم يقدمها ومازال يمارس مهامه كالمعتاد في الوزارة ولم يتغيب عنها.
توضيح (السوداني)
وبالتزامن أيضاً وفي ذات اليوم نشرت (السوداني) أمس توضحياً بعد اتصالات تلقتها، وكان التوضيح يؤكد ذات الخبر أن غندور تقدم باستقالته “لكن رئيس الجمهورية لم يقبلها بعد” ويوضوح أن هناك لبساً جرى بين خبر (السوداني) في نسخته الورقية، وبين ما ألحق به في وسائل التواصل الاجتماعي بتسمية قيادات معينة أنها بذلت جهوداً للوساطة لإثناء غندور عن الاستقالة.
مداخلة غندور
وسائل التواصل الاجتماعي كانت محتارة منذ الصباح الباكر، أيهما الخبر الصحيح؟ هل ما أوردته (السوداني) أم النفي الذي جاءت به الصحف عنواناً أحمر؟
وحاول بعض الصحفيين السخرية من مصداقية (السوداني) باعتبار أن النفي جاء هذه المرة على لسان إبراهيم غندور نفسه، لكن الجدل لم يطُل كثيراً فدخل غندور في إحدى المجموعات منهياً النقاشات المطولة بمداخلة أنهت الموضوع.
قال غندور إن إحدى الصحفيات قالت إن لديها سؤالين فقط وكنت في عجلة من أمري للحاق باجتماع فقلت لها: طبعاً سؤالك الأول سيكون عن خبر الاستقالة. فقالت: نعم، فقلت مداعباً: هذا سؤال بايخ، لم يكن تصريحاً و لا إجابة.
وأضاف غندور في مداخلته الـ(واتسابية):لا نوصف ما تكتب الصحف بمثل تلك الأوصاف و إن لم يكن دقيقاً والحمد لله أن الأخ ضياء و إخوانه في (السوداني) قد أوردوا اليوم التصحيح كما هو، تحياتي للجميع بما فيهم الأخ الطاهر ساتي.
موضوعياً بدا الأمر وكأن ثمة دوائر تتصارع تأكيداً على ذهاب الرجل من موقعه في مقابل دوائر أخرى تريد له البقاء، وفي الحالتين (السوداني) لم يكن يعنيها إلا نقل ما يحدث بدقة حتى إن لم يرضَ البعض.
ورغم أن غندور كان بإمكانه ألا يتحدث حول الموضوع باعتبار أن مثل تلك المسائل لا يتم تداولها في العلن وتبقى حبيسة المكاتب، إلا أن (السوداني) كانت متأكدة من معلوماتها وأخبارها التي تقدمها للقارئ، واختارت الانفراد بها حتى إن لم ترضَ بعض الجهات، وظلت حريصة على تقديم الحقيقة، وحدثت الصدفة بأن أكد صاحب الشأن والخبر، ما أوردته (السوداني).
تقرير: القسم السياسي
السوداني