* رغم الاعتقالات الواسعة التى سبقت الموكب الجماهيرى، واغلاق الشوارع المفضية لساحة الشهداء بالخرطوم بترسانات وأفراد الشرطة والأمن، واستخدام أقصى درجات العنف ضد المتظاهرين وضربهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات واحتجازهم، نجحت الجماهير التى شاركت فى مسيرة الأمس إحتجاجا على الظلم والفساد، فى توصيل صوت الشعب السودانى عاليا لكل العالم بما يحدث فى السودان من دمار وخراب وممارسات حكومية فاسدة جعلت الحياة مستحيلة إلا لسدنة وزبانية النظام وناهبى المال العام، وعبرت عن الرفض القاطع نيابة عن الشعب لسياسات الحكومة وفسادها وإفسادها، ونقلت رسالة واضحة للنظام وزبانيته وأجهزته أن الشعب قادر على الخروج والمواجهة فى سبيل الدفاع عن حقوقه، مهما اعتقدت العصابة الحاكمة أنها قادرة على لجمه وإسكاته !!
* كما عبر الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى صارت وسيلة ناجعة للتعبير عن الرأى والمشاركة فى صياغة الأحداث، عن تأييدهم الكامل ومؤازرتهم للذين خرجوا نيابة عنهم لمواجهة الظلم والفساد والصلف والطغيان، مما زرع الثقة فى نفس كل سودانى حر أن أن الحركة الاحتجاجية الواسعة التى انتظمت أرض وسماء السودان ستتمخض عن النصر المؤزر قريبا، بإذن الله!!
* كان يوم أمس تحدٍ حقيقى نجح فيه المتظاهرون المسالمون العُزَّل فى مواجهة الطغيان المدجج بالسلاح، والوقوف فى وجه الظلم، فلا بد أن أزجى لهم التحية وأقف اجلالا واحتراما لهم، كما أطالب باطلاق سراح المعتقلين الذين اعتقلوا قبل أو أثناء أو بعد المسيرة، وعلى رأسهم المناضلة الجسورة (أمل هبانى)، وبقية العقد الفريد من المناضلين الذين لا ترهبهم زنازين ولا سجون بل هى جنة لهم، بينما يتقلب الفاسدون فى جحيم القصور التى نهبوها من أموال الشعب، وقريبا باذن الله سيروها وهى تعود الى خزائن الشعب!!
* كما أحيى كل الزميلات والزملاء الذين استخدموا المنتديات الاسفيرية، ومستخدمى الوسائط الاجتماعية للتعبير عن رأيهم بموضوعية وشجاعة، وأثبتوا كفاءة كبيرة فى توجيه حركة المقاومة وتأليبها ضد الظلم والفساد الحكومى، ونجحوا فى إخافة الحكومة حتى صرنا نراها ونسمعها تهضرب كل يوم باصدار قوانين لكبح المواقع الالكترونية (ولكن هيهات)، وتُخصص الميزانيات الطائلة المنهوبة من عرق الشعب لتمويل الحشرات الإلكترونية لشتم المعارضين، والتطبيل لسادتهم ومؤامراتهم وأفعالهم الجبانة!!
* إن ما قامت وتقوم به المواقع الاسفيرية ووسائل التواصل وكتابها ومرتادوها فى رفع درجة الوعى وتنوير الرأى العام المحلى والعالمى بما يحدث فى السودان ومقاومة ظلم وفساد النظام، لا يستطيع كائن من كان أن ينكره أو يقلل من قدره أو يسخر ممن يقوم به، أو يوقفه، فكل التحية لمن تسميهم الحكومة الفاشلة من باب السخرية وباشكتبتها المنتفعون بـ(مناضلى الكيبورد) الذين يكفيهم فخرا أنهم أرعبوا الحكومة، فلم تعد تعرف ماذا تفعل او تقول !!
* والتحية للحزب الشيوعى الذى ابتدر الموكب، وكل الأحزاب والتجمعات التى لبت النداء وشاركت ضد الظلم والطغيان، وتعرضت للأذى فى قادتها وعضويتها وممتلكاتها، فلها التقدير والعرفان، وقُدما الى الأمام إن شاء الله.
* أمس وقفة، وغدا عيد باذن الله، ومعا ضد الظلم والفساد والقهر والجوع والغلاء، و(حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى، وطن شامخ، وطن عالى، وطن خيّر ديمقراطى)!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة