وضع الجيش الإريتري عند الحدود يعني انهيار إريتريا في نصف ساعة دون أن يطلق السودان رصاصة واحدة

كسلا.. ولا حرب
والأسبوع القادم .. أو نهاية الأسبوع هذا الشيخ «منصور بن زايد» في الخرطوم .. أو قيادي آخر من العائلة الحاكمة
> ووساطة

> ووساطة من البيت هذا تعني أن الأزمة كلها تنتهي.. وأن مصر (تقعد في الصقيعة)
> والأسبوع الماضي الأحاديث تتردد عن وساطة سعودية في أزمة .. مصر.. السودان
> وأمواج مصر يلطم بعضها بعضا.. وارتباك
> وأمواج مصر وإريتريا يلطم بعضها بعضا
> والثلاثاء الأخيرة ونحن في استقبال مطار كسلا كانت أمواج مصر تتلاطم
> ووجه نلمحه هناك.. والوجه كان آخر من يجتمعون مع مخابرات أفورقي نهار التاسع عشر من ديسمبر تحت غطاء عمل اجتماع
> ومن يدير مخابرات إريتريا هناك ويدير الاجتماع يتحدث من هاتفه رقم (249 ؟؟7253 ؟؟) يحدث آخر عن الحرب وعن (مبارك ه ) الذي ينقل الرسائل بين جهة سودانية وبين أفورقي
> وفي اليوم ذاته وعن ترتيبات الحرب كان مدير مخابرات أفورقي للحدود يُنقل لأسمرا وخليفته ومساعده معه (ولا داعي للأسماء) يُنقلون إلى الحدود
> وفي اليوم ذاته زيارة أفورقي إلى مصر كان الهدف منها أن الرجل يتساءل عن
> : ماذا نفعل به ؟
> و(ماذا نفعل) جملة يحملها أفورقي إلى القاهرة ليحدث عن أن الحرب لن تشتعل
> نعم لكن حرباً أشد تقتل الآن إريتريا كلها.
> حرب الجوع..!
> ولم كنا في صالة استقبال مطار كسلا كان للأنس بين المسافرين متعة
> قال عن التهريب
> الطرفة تقول إن أحدهم في أسمرا في المطعم يطلب وجبة من الفول والعيش والفتاة تأتيه بصحن الفول وتقول
> : العيش في كسلا .. دقايق ويجي !
> وفي الساعة التالية عند خروجنا من المطار كان جهاز الأمن وكأنه يشرح الطرفة يقدم للصحافة الشحنات التي اعتقلت ويحملها المهربون
> وما كان يجري تهريبه هو .. الدقيق الفول.. الزيت، الطماطم، الجرجير، الذرة، الإسبيرات، السجائر، البهارات، الصابون، المعجون، الفرشاة، الأحذية ، الشمار للطعمية الساخنة..و..
> وحتى الصعوط!
> والمشهد هذا يصبح
> تفسيراً لمشهد غريب آخر
> فالحدود لا يطل منها عسكري واحد .. والوفد حين يسأل عن(حرب دون عساكر.. كيف) كانت الإجابة هي
> أفورقي جيشه إن وضعه على الحدود اختفى الجيش داخل كسلا في نصف ساعة فكل جندي هناك يبحث عن ثغرة للهروب
> وقالوا
> الجوع الذي يجده كل جندي في بطنه وضعف الجيش الذي يراه كل جندي حوله.. والكراهية التي يحملها كل جندي لأفورقي .. و كلها أشياء تجعل وضع الجيش الإريتري عند الحدود عملاً يعني انهيار إريتريا في نصف ساعة
> ودون أن يطلق السودان رصاصة واحدة
> المشهد هذا كان يقدم تفسيراً لمشهد أفورقي في القاهرة
( 3)
> والأنس في صالة مطار كسلا كان يأتي بأسماء قادة مخابرات أفورقي ويأتي بالحكايات
> ومن الأسماء.. كان (سفحت أفريم) أحد قادة مخابرات أفورقي
> الرجل كان يتبرع لجهة هناك بطاحونة
> قبله كان «تخلي منجوس» أشهر رجال مخابرات أفورقي يتبرع لجهة هناك ..بـ(قبة) فوق سقف مسجد جديد جاء بها من إيطاليا
> مخابرات أفورقي تسعى لتكسب قلوب الناس.. ثم الأرض من تحتهم
> والأنس يأتي بأسماء من يديرون التهريب وهم يحسبون أنهم يعملون تحت الأرض
> ورجال مخابرات كسلا يشرعون في إحصاء أسماء المهرّبين يجعلون المستمع يصاب بشيء مثل الرعب
> والأسماء تتدفق
> (والأسماء لا يمكن أن نشير إليها فالمحاكم عندنا سوف تطلب أن نأتي بالمهرّبين هؤلاء وما يهربونه.. وأن نأتي بالحدود نجرجرها .. وإلا حكمت بإدانتنا )
> لكن الحروف الأولى هي ..( ح .. ه .. وصاحب محطة الوقود.. وصاحب العمارة قرب كسلا.. وصاحب تهريب معدات الكهرباء وصاحب العربات المائة الذي يحمل جنسيتين
> ومن يصنع ثروته من تهريب العملة السودانية أيام تغيير العملة
> و….. و
( 4)
> وأمام مدخل صالة المطار صور لشخصيات بارزة من كسلا (ومن يصنع الصور هذه يتجاهل الترابي وهو يظن أنه يحسن صنعا)
> والمشهد هذه يجعلنا نتحول الأيام القادمة للحديث عن حقيقة ما بين البشير والترابي .. والصلة المدهشة هناك
> والأسماء تجعلنا نستعيد المشاهد .. ما يحكى عن كل شخص وما لا يقال
> وفي كسلا الأسماء والشخصيات والجهات ( جيش .. أمن .. شرطة.. سياسيون) كلهم يجعلنا نستعيد ألف حديث
> والجيش لا يمكن الحديث عنه الآن .. لكنه بخير
> والأمن لا يمكن الحديث عنه الآن .. لكنه بخير
> والشرطة وقائدها الشاب
> والوالي الذي كنا نحمل عنه شوكاً غير قليل
> والناس والقبائل وإعادة تفسير كل شيء.. زحام نعود إليه .. وإلى التفسير
> وفي الصالة أحدهم حين يحدثنا ويقول محتجاً
> : كيف يستقيم أن يكون فلان / أحد قادة الأمر هناك/ من قبيلة كذا يجيبه آخر بقوله
> : لعل الدولة تجعله في القيادة حتى تشحن بطارية الدولة من بطارية القبيلة في الظروف هذه
> وصاحب الإجابة كان ميكانيكياً
> وكل واحد في كسلا مهما كان يعيد الآن تفسير الأحداث..
> والخرطوم سوف تنكر بشدة أن أفورقي يرسل أمس وفداً سرياً ليعرض أن يقوم السودان بالوساطة بينه وبين إثيوبيا..
> والجملة تعني أن أفورقي يشم رائحة الوساطة الخليجية .. وبعد أن وضع أموال مصر في جيبه فإنه يسره جداً أن يقوم بالخطوة هذه التي تجعل السودان وإثيوبيا والخليج وإريتريا كلهم يصفق
> ويجعل السيسي ينظر إلى الخيبة رقم ألف.

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version