دفع التناول الإعلامي السالب من قبل الأجهزة المصرية تجاه السودان الى تحركاتٍ شعبية للمطالبة بإلغاء اتفاق الحريات الأربع مع مصر، و شرعت لجان في الولايات في تحركات لإلغائه وذلك لعدم جدواه بسبب عدم جدية الجانب المصري.
واتهم مشاركون في الحملة الحكومة المصرية بتجاهل اتفاق الحريات الأربع الذي تم التوقيع عليه في أغسطس 2004، فيما شرع السودان في تطبيقه ابتداء من الشهر التالي مباشرة ويشمل حرية “الإقامة، وحرية العمل،وحرية التنقل، وحرية التملك”.
وأبدى المشاركون في الحملة المشار اليها استياءهم مما وصفوه بـ”التدخل السافر للجانب المصري في الشأن السوداني وعلاقاته الخارجية، والممارسات السالبة التي طالت مواطني حلايب، وزعمهم المستمر بتبعيتها رغم كافة الوثائق، بجانب الإعلام الذي بات أكثر سفورا في تناول الشأن السوداني.
ويقول أبوبكر صالح حميدي الخبير الاستراتيجي لــ(smc) أن الإنتهاكات التى تمارسها مصر تجاه السودان شي غير مستغرب وهى سياسة إتبعتها القاهرة مع الخرطوم تاريخياً منذ أن تنازل عن 150 كلم بغرض تخزين مياه السد العالي وإغراق مدينة حلفا بآثارها لنفس الغرض، ويضيف أنه تبع ذلك وقوف السودان إلى جانب مصر فى كل المحافل الإقليمية والدولية في الوقت الذي قاطعتها كل الدول العربية ونقلت جامعة الدول العربية فلم تجد بجانبها إلا السودان.
وقال أن كل ذلك حسبته القاهرة ضعفاً وليست حرصاً من السودان على علاقات طيبة معها لمصلحة الشعبيين وقابلته بنكران الجميل.
مشيراً إلى الخطوات التى يجب على السودان أن ينتهجها تجاه الاستفزازات المصرية وهي التأكيد أولاً على حرص السودان على علاقات إستراتيجية مع مصر حتى ترمى الكرة في ملعب النظام المصري، ومن ثم يتبع ذلك باحتجاجات رسمية حتى فيما يتعلق بالإساءات الإعلامية التى لم تترك شاردة وواردة إلا قدم فيها احتجاجا شديدة اللهجة ثم عدم التراجع عن المكاسب الحالية التى حققها فى التعامل مع مصري وهى المعاملة بالمثل والندية التى ظل ينادى بها الشعب السودانى فى الفترة الماضية.
وشدد أبو بكر على ضرورة الإلغاء الفوري لاتفاقيات الحريات الأربعة التى ظلت مصر تماطل في تنفيذها.
يبدو أن وتيرة المطالبات ارتفعت بصورة متسارعة باتجاه إلغاء اتفاقية الحركات الاربع مع مصر وانتهاج مبدأ التعامل بالمثل بعد الإساءات الذي ظلت تبدر من القاهرة ضد السودان.
ويرى مراقبون أن على الحكومة السودانية اتخاذ موقف واضح تجاه مصر وما تقوم به من حراك يمس السودان، سيما وأن الاتفاقيات منفذة من طرف واحد وهو ما يجعل الميزان مختلاً.
لا شك أن السودان التزم بتطبيق اتفاق الحريات الاربع مع مصر الإ أن مصر انها ظلت تماطل في التطبيق لا سباب غير مبررة ، بجانب أنها ركزت على زعزعة الاستقرار في السودان ابتداء من معارضتها لرفع العقوبات وإيوائها لبعض الحركات المسلحة المتمردة وإتاحة اراضيها للمعارضة السودانية.
smc.