شدّد سفير السودان لدى القاهرة د. عبد المحمود عبد الحليم، على أن السودان اتخذ أقل خيارات التصعيد مع مصر عقب الأزمة الأخيرة التي سادت علاقات البلدين، وأقر بوجود أزمة استوجبت استدعاءه إلى الخرطوم، فيما نفت وزارة الخارجية تصريحات منسوبة إلى عبد الحليم تداولتها وسائط الإعلام نقلتها قناة “آر تي” الروسية تحت عنوان “السودان يتخذ إجراءات أشد عنفاً ضد مصر من بينها الحرب”.
وقال عبد الحليم في تصريح لـ “الصيحة” أمس: أوضحت أن الدول في حالة الأزمات تتخذ عدة خيارات منها سحب السفير وطرد سفير الدولة المعنية، وقد تتطور لقطع العلاقات وربما إعلان الحرب، وأضاف: “لكن السودان اختار سحب السفير آملاً في إزاحة الأسباب التي أوجبت الاستدعاء”.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير قريب الله الخضر في “تعميم” صحفي أمس، إن وزارة الخارجية تنفي بصورة قاطعة إدلاء سفير السودان لدى القاهرة بهذا الحديث المنسوب إليه، وأكدت أنه لم يدلِ بأي تصريحات بهذا الشأن لأي مؤسسة إعلامية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الخارجية أن السفير كان يجيب في مناسبة اجتماعية عن معنى استدعاء السفير للتشاور، ونوه إلى أن ما قامت به “آر تي” الروسية بأخذ حديثه وإخراجه عن سياقه، وإيراد خبر مزعوم لا يتسق وعنوانه.
وشدد الخضر على أن وزارة الخارجية تؤكد حرص السودان على الأمن والاستقرار والسلام في البلدين الشقيقين.
وقال عبد المحمود عبد الحليم خلال جلسة حضرها إعلاميون ليل الجمعة، إن خطوة الاستدعاء مثلت واحدة من تدرجات دبلوماسية أخرى يمكن أن تشمل سحب السفير أو طرد سفير الدولة، أو قطع العلاقات وإعلان الحرب.
ونوه السفير إلى أن السودان حالياً في أول خطوات معركته الدبلوماسية مع مصر دون استخدام الخطوات الأخرى، وقال إن “براعة متخذ القرار الدبلوماسي والقيادة في البلد مكنها من التواضع على هذه الإجراءات”.
ولم يشرح عبد المحمود دواعي تصعيد الحكومة تجاه مصر، واكتفى بإبداء الآمال في التمكن من تجاوز التحديات الحالية.
وقال “عند كل تحدٍّ، لابد أن تكون هناك فرصة، ولابد أن تكون هذه الخطة لوضع علاقتنا مع مصر في إطارها الصحيح، نحن نريد أن نضع هذه العلاقات في إطارها الصحيح بحل القضايا العالقة وأن تعالج القضايا والشواغل التي دعت لهذا الاستدعاء”.
وأعلن حزب المؤتمر الوطني لأول مرة بشكل رسمي أنه يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة “ساوا” المتاخمة لولاية كسلا شرقي البلاد.
الخرطوم: محمد جادين
صحيفة الصيحة