(1) > ما كنت انوى الكتابة او الحديث عن فيديو مدير جامعة الاحفاد البروفيسور قاسم بدري الذي ظهر فيه مدير جامعة الاحفاد على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يضرب احدى طالبات جامعته بيده على وجهها وسط تجمهر من الطالبات، بعد الانتقادات التى وجدها البروفيسور ، والتى اوشكت ان تحول (الجاني) الى (ضحية)،
من قسوة الانتقادات والاعتراضات التى وجدها من الجميع.
> الذي اجبرني على الكتابة عن الواقعة (التصريحات) التى صدرت من مدير جامعة الاحفاد التى خلت من الاعتذار او حتى التبرير المنطقي للواقعة.
(2)
> البروفيسور قاسم بدري قال في صحيفة (السوداني) امس: لو تكرر هذا الأمر مرة او اثنين او خمس مرات سأقوم بنفس ما قمت به.
> هذا ليس تحدياً للطالبات فقط، هذا تحدٍ ايضا للرأي العام كله الذي اجتمع على ان ما قام به مدير جامعة الاحفاد (خطأ) يستوجب الاعتذار.
> قاسم بدري وهو مدير لجامعة اهلية تعتبر قلعة لصمود المرأة وحقوقها وسليل أسرة عرفت بوقفتها ونصرتها للمرأة قال للسوداني: (أنا لا يوجد احد بيقول لي عينك في رأسك ..انا اعمل الأنا عايزو..حتى احافظ على الطالبات).
> هذه اللغة التى يتحدث بها بدري لغة (سياسية) لغة (حرب) و (صراعات) ، مثل هذه اللغة و(الأنا) لم نتعود على أن نسمعها من اهل العلم، ومن رجل في قامة وحجم البروفيسور قاسم بدري.
> يمكن ان يخطأ قاسم بدري ويمكن أن يتجاوز الخطوط ، هذا امر لا يعصم منه احد، لكن بعد تلك التجاوزات يفترض الاعتذار والاعتراف بالخطأ والتراجع.
> ويقول البروفيسور لمحررة (السوداني) الزميلة ايمان كمال الدين : (انت ما بتوريني الاساليب شنو؟.. انا في الاحفاد قرابة الـ (50) سنة ولست ولداً صغيراً وليس جديداً في مسألة التعامل مع الطالبات، ولي خبرة طويلة واعرف كيف اتعامل مع البنات، وماذا افعل وكيف ادير الاحفاد التى لم اغادرها منذ ان دخلت ولن اغادرها ولا يوجد شخص يقول لي حقو تعمل وتعمل).
> هذا كلام أسوأ من (الصفعات) التى شاهدناها للبروفسيور على وجه احدى طالبات الاحفاد.
> البنات لا يتعامل معهن بهذه الصورة ، اذا كان التعامل مع البنات بتلك الصورة في جامعة الاحفاد (قلعة النساء المستنيرة) كيف يعاملن في الضواحي والاطراف والارياف؟
> الاحفاد ليست (كنتين) ولا هي (نادٍ للمشاهدة) ليفعل فيه قاسم بدري ما يشاء، وليس هناك شخص مهما كانت خبراته ودرجاته العلمية معصوم من الخطأ.
> لقد تعلم الإنسان في بدايته الاولى من (الغراب) في قصة ابناء سيدنا آدم، واستبان الحكمة سيدنا سليمان من (النمل)، وقد اخطأ عمر رضي الله عنه وارضاه واصابت امرأة، فهل أصبح بدري كبيراً على العلم والاعتراف بالخطأ؟
(3)
> في الغراء (التيار) قال البروفيسور قاسم بدري ان مسؤوليته تتصل بحماية الطالبات حتى يعدن الى اهلهن سالمات، وهي مسؤولية امام الله والاسر .. مضيفاً: (ألم يقل القرآن (فاضربوهنّ).
> من يضمن لهن السلامة بعد هذا الضرب؟
> استعمال الآية القرآنية او الفحوى في هذا الموقع لم يكن صائباً من البروفيسور قاسم بدري.. فالتوصية لا تنفذ في حوش جامعة الاحفاد، هذا امر يطبق في حدود عش الزوجية وفي حالات محددة ومعينة، والاستثناء لا يطبق مطلقاً هكذا في موقف عام.
> إدخال الدين في مثل هذه الامور فيه تشويه للدين الاسلامي الذي جاء بالحكمة واكرم المرأة وانصفها وانجز حقوقها.
> عند القول في مثل هذا الموقف إن القرآن الكريم قال (فاضربهنّ) فإننا نبرر لواقعة تمثلت في احتجاجات منطقية ومبررة لغلاء الأسعار بتوصية ورسالة لا تتوافق مع الموقف ولا مع الواقعة.
> لا تدخلوا القرآن الكريم وتوجيهاته السامية في تقديرات شخصية ومواقف ذاتية.
(4)
> فليسأل البروفيسور قاسم بدري لماذا كان كل هذا الاعتراض والرفض والانتقاد؟
> كل ذلك لأن الفعل خرج من عَلَم في قامة البروفيسور قاسم بدري، ولأن الأمر وقع في جامعة الأحفاد إحدى قلاع العلم والنور والمرأة القوية والصامدة.
> كنت انتظر اعتذار قاسم بدري أو حتى استقالته، ولكن وجدت أن تصريحاته أسوأ من صفعاته التي نزلت على وجه إحدى طالبات الأحفاد.
> لماذا ننظر للاعتذار بكل هذا السوء؟
> ولماذا كل هذه (العنجهة) في خطأ اتفق الناس عليه؟
> المكابرة لا يمكنها أن تبدل الحقائق أو تحلل الخطأ.
محمد عبدالماجد
الانتباهة