أعلن السودان، الخميس، لأول مرة بشكل رسمي أنه يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة “ساوا” المتاخمة لولاية كسلا شرقي البلاد.
وأغلق السودان حدوده الشرقية بين ولاية كسلا ودولة إريتريا الأسبوع الماضي، ونشر الآلاف من قواته بالمنطقة عقب إعلان الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ في الولاية الحدودية، بينما شكل والي كسلا آدم جماع لجنة عليا للتعبئة والاستنفار في ولايته.
وقال مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم محمود أن اجتماعا للمكتب القيادي للحزب “وجه باستمرار الترتيبات الأمنية في حدود السودان الشرقية بعد تلقيهم معلومات أمنية عن تهديدات محتملة من مصر وإريتريا في منطقة ساوا”.
وكان تقارير صحفية قد تحدثت في وقت سابق عن وصول تعزيزات عسكرية من مصر تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية وسيارات دفع رباعي إلى قاعدة ساوا العسكرية في إريتريا.
وكشف مساعد الرئيس عن تلقي المكتب القيادي في اجتماعه الذي استمر للساعات الأولى من فجر الخميس تنويرا من النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح عن “التهديدات التي قد تحدث في بعض الولايات خصوصا ولاية كسلا بعد ورود معلومات عن تحركات تمت بين مصر وإريتريا في منطقة ساوا قرب حدود كسلا”.
وكان صالح قد أنهى في أواخر ديسمبر الماضي زيارة إلى أسمرا استغرقت يومين أجرى خلالها لقاءات مع القيادة الإريترية.
وأوضح مساعد الرئيس أن التنوير شمل العلاقات مع مصر بعد استدعاء السفير السوداني من القاهرة، وتابع قائلا “خصوصا بعد الهجوم الإعلامي الذي تم على الشعب السوداني والقيادة السودانية”.
واستدعى السودان، الخميس الماضي، سفيره لدى القاهرة في تصاعد جديد لحالة التوتر بين الخرطوم والقاهرة، وزادت حدة التوتر بين البلدين عقب شن الإعلام المصري هجوما شرسا على السودان بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أوردغان في ديسمبر الماضي.
وبين السودان ومصر عدة ملفات عالقة منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي على مثلث حلايب المشاطئ للبحر الأحمر والذي تسيطر عليه مصر منذ 1995.
وقال إبراهيم محمود أن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني “اطمأن على الترتيبات الأمنية ووجه بمواصلة هذه الترتيبات تحسبا لأي تهديد لأمن واستقرار البلد بعد أن أصبح السودان واحدة من الدول الأكثر أمنا في محيطه الإقليمي”.
وأشار إلى أن الحزب اطمأن أيضا على التحركات السياسية والدبلوماسية في هذا الأطار، وزاد “لا نرغب في أي مشكلة بين جيراننا في المستقبل، بل نريد تعاون مع كل دول الجوار وكل دول العالم”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن رئيس أركان الجيش السوداني الفريق عماد الدين عدوي، كان قد التقى الإثنين الماضي بأديس أبابا رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين.
ونقلت قناة الجزيرة أن رئيس الأركان السوداني أطلع ديسالين على مستجدات الوضع الحدودي في السودان.
سودان تربيون.