يغضبون ..!!
كما توقع الجميع، حزب الأسود الحرة يرفض إعلان الطوارئ بولاية كسلا، وكان قد خاطب رئاسة الجمهورية بهذا الرفض .. وبالبرلمان، يوم الاثنين الفائت، إحتج ممثل الحزب – إبراهيم محمد – قائلاً لبعض الصحف بالنص : (لماذا لا تًعلن في الخرطوم؟، بتتكلمو عن كسلا كأنها غابة).. والشاهد أن حزب الأسود الحرة لم يرفض إعلان الطوارئ بولايات دارفور، ولم يحتج على إعلان الطوارئ في ولايات كردفان، ولا يمانع بأن تعلن حالات الطوارئ في الخرطوم وكل ولايات السودان (ما عدا ولاية كسلا طبعاً)..هكذا موقف حزب الأسود من قضية قومية.. !!
:: ويُحكى أن القدر ذهب برجل طاعن في السن إلى مصحة للأمراض العقلية..وبعد أسابيع، تولى أمر رعايته نزيل آخر بشكل وجد إشادة الجميع.. كان يطعمه ويسقيه وينظفه ويؤانسه – ليلاً ونهاراَ – كالإبن ..ولكن ذات يوم، تفأجا الجميع بالعجوز مقتولا و النزيل الذي ظل يرعاه بجواره جالساً وكأن الأمر لايعنيه..فسألوه : ( يازول عمك دا الكتلو منو؟)..فرد بمنتهى اللامبالاة : ( أنا الكتلتو)..فسألوه بدهشة : (ليه؟)، فرد عليهم بذات اللامبالاة : ( مش حقي؟، أنا حر فيهو)..وهكذا عرف الجميع سر الرعاية التي كان يحظى بها النزيل من قبل رفيقه.. لم تكن دوافع الرعاية إنسانية، بل كان الدافع إحساسه بأنه يمتلك (العجوز)، وله حق التصرف فيه، ولو بالقتل..!!
:: وعليه، فليختزل السادة رئيس وأعضاء حزب الأسود نشاطهم السياسي في ولاية كسلا فقط ، فهذا شأن يًخصهم .. ولكن من الخطأ أن يظنوا بانهم يمتلكون ولاية كسلا بنهج (مًش حقي؟) أو كما قال إحساس ذاك الشاب النزيل بمصحة الأمراض العقلية.. ولاية كسلا – بكل مكوناتها الإجتماعية والثقافية والسياسية- ملك لكل أحزاب السودان، وليس لحزب الأسود الحرة فقط .. وكذلك ليس من حق حزب الأسود الحرة حرمان الرشايدة و البني عامر والهدندوة والفلاتة – وكل قبائل كسلا – من حق (الحياة الآمنة)، أي من حق الأهل بكسلا أن ينعموا بحياة خالية من المخاطر ..!!
:: حدود البلد بكسلا من مصادر الفوضى، ولقد تأخرت الطوارئ .. في الخاطر أحداث مؤلمة، ثم تصريح محمد طاهر سليمان، رئيس المجلس التشريعي لكسلا، وكان قد قال أن أطفال كسلا يصابون بالرعب عند مشاهدتهم لأية عربة في خلاء المدن والأرياف، وأن هذا الخوف صار يؤرق أسرهم.. ثم مضي شارحاً مصدر خوف الأطفال من العربات، وقال : أن أصحاب العربات المستخدمة في تجارة البشر بكسلا يتحايلون على القانون بالقانون، أي عند مصادرة عرباتهم – المستخدمة في تجارة البشر – يسارعون إلى فتح البلاغ، وإعتبارها عربات مسروقة)، ثم كان المحزن ما جاء على لسان رئيس المجلس : (لم نعد نحتمل، والمتورطين في تجارة البشر معروفين)..!!
:: وبولاية كسلا أيضاَ، قبل اشهر، عندما قطع بعض السفهاء الطريق، خرج عمر دمبلاب – رئيس غرفة البصات السفرية بكسلا – موضحاُ 🙁 تم تفويج بعض البصات من كسلا تحت حراسة القوات النظامية، و قد نعلق رحلات البصات في حال عدم تمكن السلطات الأمنية إقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، فالظاهرة تستهدف فقط البصات القادمة إلى كسلا).. ليسوا باجانب، ولكن شباب- ينتمون لإحدى قبائل الشرق – هم من قطعوا الطريق أمام البصات بأسلحتهم النارية، ثم نهبوا الركاب وهربوا إلى الفيافي ..هذا ما حدث بكسلا تحت سمع وبصر القانون، فلماذا لم يغضب حزب الأسود الحرة ونائبه بالبرلمان..؟؟.
بقلم
الطاهر ساتي