*في خضم أحزاننا الراهنة جاءنا الفرح..
*جاءتنا بشرى هبت علينا كنسمة خريفية لتخفف عنا قليلاً من ألم موازنة الركابي..
*جاءنا خبر سعيد ينسينا بعضاً من مآسي الحال… والمآل..
*والبشريات هذه أتت من تلقاء أحمد منسوبي قصر الرئاسي… (المنسيين)..
*فمن منكم – بالله عليكم – يذكر محمد حسن الميرغني؟!..
*فقد نسيناه منذ أن بات برنامجه ذو الـ(180) يوماً محض ذكرى منسية..
*ثم صار هو نفسه المساعد الرئاسي (المنسي) بعد ذلك..
*ولكن المنسي نفض الغبار عن نفسه أمس انفعالاً بواقعنا البئيس…وتفاعلاً معه..
*صعب عليه ألا يحرك ساكناً ونفوس الناس تغلي كالمرجل… غضباً..
*وتحرك ليفجر السكون… من منطلق مسؤولياته الرئاسية..
*قال: حرام أن أكون بعيداً عن آهات… وأنَّات… وعذابات الشعب..
*وانطلق من مكتبه – المنسي مثله – ليبشر الناس بشيء يُفرحهم..
*ولكنه لم ينطلق بعيداً ؛ فعافية الحركة درجات… والبشريات (جرعات)..
*انطلق إلى متحف القصر يتفقده… ليبدأ حراكه من غيهب التاريخ..
*فالحل لأزمات حاضرنا التعيس لابد أن تبدأ من الغوص في أعماق ماضينا السحيق..
*لابد أن نعرف كيف كان أجدادنا يواجهون المصاعب..
*مصاعب الحروب… والتآمر الخارجي… واستهداف (المشروع)… ومشاكل المعيشة..
*فكهذا يجب أن يشتغل المساعد الرئاسي… ليستحق المنصب..
*لا مثل الشغل الذي (يشغل) به المساعد الآخر وقت فراغه العريض في القصر..
*فما معنى أن يشرف (ود سيدي التاني) الحفلات الغنائية ؟!..
*وما معنى أن يهدي عصاته لزبيدة الكاملين… أو منال الدمازين… أو علوية الحلاويين؟!..
*وما معنى أن يضحك مع ذاك… ويُبشِّر لهذه… ويكرِّم تلك ؟!..
*فهذه أمور لا تليق بابن زعيم يتبوأ هذا المنصب الرئاسي الرفيع..
*ثم إنها لا تراعي ما يعانيه الناس الآن من رهق الحياة..
*تحرك المساعد الرئاسي – إذن – صوب المتحف الرئاسي…. (يتفقده)..
*ولا يقولن قائل بعد اليوم أنه لا (يتفقد) إلا سياراته الرئاسية..
*وبعد أن تفقده فعل الذي يجيد فعله قادة الحكم الآن بإتقان شديد… وهو (التوجيه)..
*وجَّه بضرورة حفظ الإرث جيداً… ليكون أشد (إرثاً)..
*ثم تحرك في محيط (القصر) ذاته – متكبداً المشاق – صوب مكتبة (القصر)..
*وأيضاً هنا لم ينس فضيلة (التوجيه)… السائدة هذه الأيام..
*وجّه بأن (يُوجَّه) المزيد من الاهتمام إلى المكتبة الأثرية… لتكون أشد (أثريةً)..
*وبشر (مساعدو المساعد) الناس بنتائج هذا الحراك المقدس..
*فغداً يتواصل الحراك صوب المزارع والمصانع والمطاحن… ويتواصل (التوجيه)..
*المصانع أشد صنعاً… والمزارع أشد زرعاً… والمطاحن أشد طحناً..
*واللهم أجعلنا (أشد) صبراً على تحمل (الشدة)..
*فهي ما عاد يضاهيها قوةً إلا جزمة ذات أخرام… كان اسمها (الشِدَّة)..
*ومن أراد أن يعرفها فليزر (المتحف !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة