باحث مصري: (السودان كان يشاور مصر قبل ما يسلم جزيرة سواكن لتركيا) والطاهر ساتي يرد: هل شاورت مصر السودان قبل تسليم الجزيرتين للسعودية؟

الرسالة الأقوى …!!
مساء الجمعة، بقناة الجزيرة مباشر، عندما تحدثت عن حماقة إعلام السيسي عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان ، برر الياحث المصري محمد حامد – تلك الحماقة – قائلاً بالنص : ( السودان كان يشاور مصر قبل ما يسلم جزيرة سواكن لتركيا).. تجاوزت مصطلح التسليم الخاطئ، وسألته : هل شاورت مصر السودان قبل تسليم الجزيرتين – تيران وصنافير – للسعودية؟، وهل شاورته في قضية طابا؟، وهل شاورته في التطبيع مع إسرائيل؟، مصر لم تشاور السودان في قضاياها، فلماذا يشاورها السودان في قضاياه بما فيها قضية سواكن؟.. فبهت حامد ثم تلعثم، ثم شرع يثرثر ويكرر أسطوانة دعم الإرهاب المشروخة..!!

:: وعذرت الرجل على عتابه للسودان الذي لم يشاور مصر في أمر سواكن.. فالأستاذ محمد حامد – الباحث في العلاقات الدولية – معذور .. تفكيره يَجسد تفكير معظم النخب المصرية .. نعم ليس محمد حامد وحده، ولكن الإحساس العام هناك يحدث (بشوات النظام) ومخابراته واعلامها بأنهم يمتلكون السودان وشعبه، ولهم حق التصرف فيهما والتحكم في قراراتهما والتدخل في قضاياهما.. ولذلك، ما أن بدأت الحكومة السودانية تسجيب لوعي الأجيال هنا، وتمضي بالسودان نحو مسار آخر، وبعيداً عن مسار التوجيهات المصرية وتعليمات سفارتها بالخرطوم، كشفت المخابرات المصرية عن (الوجه الحقيقي )..!!

:: والمهم.. قبل أشهر، عندما تعالت أصوات السودانيين بالمطارات والموانئ المصريةاحتجاجاً على المنع من السفر لحين تسديد رسوم وغرامات الإقامة بأثر رجعي ، كتبت زاوية تحت عنوان ( صباح الخير يا جاري)، وهي كانت دعوة لإلغاء الكذب السياسي المسمى اتفاقية الحريات الأربع.. واليوم، مع تمادى النظام المصري ومخابراته في نسج خيوط التأمر – بالخليج و ارتريا – ضد السودان، فإن إلغاء اتفاقية الحريات الأربع لم يعد (دعوة خاصة).. لم يعد هناك معنى للمسماة بالحريات الأربع إلا في مخيلة الغافلين عن التحديق في الواقع.. !!

:: نوايا المخابرات المصرية تختلف عن نص وروح الحريات الأربع .. ولو كانت النوايا صادقة لما استدعى تواصل الشعبين توقيع اتفاقية، فهي إحدى الأوهام المراد بها تخدير العقول .. (صباح الخير يا جاري، أنت في حالك وأنا في حالي)، من الأمثال المصرية التي تعكس علاقة الجيران هناك .. ورغم أنها تعكس علاقة خالية من المودة، إلا أن المخابرات المصرية لم تعامل بها السودان، وليتها تعاملت بها و(خلتنا في حالنا).. وقبل أشهر، أحسنت الخارجية السودانية عملا بفرض التأشيرات ذوي الفئة العمرية (18 سنة إلى 50 سنة)، وذلك عملاً بمبدأ التعامل بالمثل..!!

:: التنقل والإقامة والعمل والتملك.. هي الحريات الأربع.. ولكن ترفض مصر تنفيذ حرية التنقل بالكامل، كما فعل السودان في ذات أسبوع التوقيع على الاتفاقية.. ورغم خُطب الساسة والصحف، ظلت مصر- بأمر بقايا مخابرات مبارك – تفرض تأشيرتها على تلك الفئة العمرية.. ثم إن كان استدعاء سفيرنا بغرض التشاور رسالة، فان الرسالة الأقوى – التي قد تنبه الشعب المصري إلى ما آل عليه حال علاقة البلدين بفعل مخابرات واعلام بلاده – هي إلغاء اتفاقية تتناقض روحها ونصوصها مع نوايا المخابرات المصرية..ثم أن فتح المطارات والموانئ – تحت مسمى الحريات الأربع – ربما يتسبب في تسرب ما يسمونها بالعناصر الإرهابية – التي يخشاها نظام السيسي ومخابراته – إلى السودان.. !!.

بقلم
الطاهر ساتي

Exit mobile version