“الساعوري”: القوى المقاطعة للحوار ليست هينة وبدونها السودان لن يصل إلى استقرار
الخرطوم – سيف جامع
طالب “حسن إسماعيل” رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم النخب السياسية بفئاتها كافة بالاعتذار للشعب السوداني والاعتراف بالإخفاقات التي صاحبت التجربة السياسية في مراحلها المختلفة، وقال: (آن الأوان أن نقف أمام الشعب السوداني ونعتذر له بسبب خلافاتنا وإخفاقنا في تبديد الوقت وإهدار فرص النهوض بالبلاد منذ الاستقلال، وينبغي أن نطلب منه أن يسامحنا على أخطائنا، ولا أبرئ نفسي). وأقر “إسماعيل” أثناء حديثه في الندوة الكبرى التي نظمها الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم بقاعة الشهيد “الزبير محمد صالح”، أمس، بوقوع الكثير من الأخطاء السياسية التي بدورها أثرت في الاقتصاد، وقال إن مصادرة الميدان السياسي واحد من أخطائنا، وقال: (لابد من إيقاف ديمقراطية الأكثرية العاجزة لأنها لا تلبي تطلعات المواطن ولا نريد ديمقراطية الفرد)، مشيراً إلى أن تجربة الحوار الوطني مرحلة يمكن الانطلاق منها وترك الباب مفتوحاً للجميع للحاق به. ونادى “إسماعيل” بضرورة تقوية الأوعية السياسية من خلال منظومة ديمقراطية حتى تتعافى الأنظمة السياسية وخلق أحزاب قوية (لأنه لو تم منح السلطة لحزب معطوب سنرجع للخلف). وقال: (مشاكل البلد لن تحل بانقلاب أو بيان عسكري والسلاح لن يغير النظام السياسى)، مبيناً أن التغيير في البلاد (لا يتم إلا بعزرائيل أو المرض) خاصة في الأحزاب السياسية.
وفي السياق انتقد المحلل السياسي بروفيسور “حسن الساعوري” تباطؤ تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقال: (للأسف على الرغم من مضي نحو عام على إقرار مخرجات الحوار الوطني لكن لم ينفذ منها سوى 30% فقط، كما أعلن ذلك رئيس مجلس الوزراء القومي)، وتساءل “الساعوري”: (لا أدري أتم ذلك عمداً أم غفلة؟)، داعياً إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ ما تبقى من مخرجات وتحويلها لسياسات عامة للدولة، مشدداً على أن تسعى القوى السياسية إلى التنافس الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وأكد أن القوى السياسية التي قاطعت الحوار ليست بالهينة وهي لم تقصَ لكنها عزلت نفسها، ومن دونها لا يمكن للسودان أن يصل إلى استقرار.
وسخر الخبير الاقتصادي “عبد الرحيم حمدي” من حديث المسؤولين عن الإنتاج والإنتاجية، وقال: (نتحدث عن الإنتاج مثل الببغاوات وكأن الحديث يجعلها تزيد طوالي كدة)، مشيراً إلى أن السودان شهد تقدماً ملحوظاً في السنوات الماضية ودخل الفرد ارتفع إلى (3) آلاف دولار، ونوه “حمدي” إلى أن الحل يكمن في استعجال وتطوير الشخصية السودانية نحو العمل وتصحيح نهج الإدارة.
المجهر.