منذ وقت مبكر احتشدت جماهير غفيرة لحضور حفل رأس السنة لـ”عقد الجلاد” بالمسرح القومي أمس الأول (الأحد). فبالرغم من الأزمة التي تمر بين أعضائها وأهم مؤسسيها “شمت محمد نور” مؤخراً وبعض جمهورها اللصيق، إلا أن الحضور ملأ المكان وأحاط المسرح وتتدفق خارجه.
أدى خلاف مالي إلى نقل الحفل من ود نوباوي إلى المسرح القومي وعلى ضيقه كان الحضور مشرفاً لفرقة تعاني انقسامات ووضعاً صعباً، ولكنها قاومت ليلتها وقدم أفرادها أداءً مقنعاً حدث من خلال التفاعل الكبير وإن كانت تصدر بين الفينة والأخرى هتافات وأصوات تنادي بعودة “شمت”، وفي وقت أكد فيه من تحدثوا لـ(المجهر) أن “شمت” يظل علامة فارقة في العقد ويظل غيابه مؤثراً للغاية، في وقت أكدوا فيه عودته قريباً ليكتمل رونق العقد. ولكن حاولت الفرقة التي عُرفت بتقديم الهادف، وذات المشروع الإنساني رغم سوء الأحوال الجوية برد وأتربة أن تمطر وتلطف أجواء رأس السنة بكم هائل من الأغاني المحببة للجمهور.
وقدمت “عقد الجلاد” أغنية جديدة هي (أشوفك طالعة من الشوق) لجمهورها بمناسبة رأس السنة من كلمات الشاعر “عبد القادر الكتيابي” وألحان الموسيقي عضو الفرقة “طارق جويلي”. وتغنت ليلتها بعدد ضخم من أغانيها الجميلة والهادفة وسط تفاعل كبير وإن ابتعدت عن الأغاني التي هي من تلحين “شمت محمد نور”.
وبدأت الفرقة الحفل بأغنية (يا جمال النيل والخرطوم بالليل)، تلتها مدحة الحمامة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ثم أغنية “حميد” الباذخة (وطنا حبيبنا) تلتها (أبوي يا فارس الحوبة)، بعدها (قالوا العلم ممحوق) ثم (الأهلية كملت)، و(لي وين وكيف لي متين) وأغنية التراث (يا بنية سوي الجبنة)، ثم الأغنية العربية (خطوة خطوة مشينا)، والأفريقية (ماما إي ماما أي)، بعدها (يا شبيه البدر)، وجاءت (صداح الغناء المكتوم) ثم (بغنيلك بناديلك)، و(عطبرة) و(المناظر هي ذاتها) و(شين ودشن)، وأغنية (ذاهب للنجوم)، ثم الأفريقية (سارة) و(نفير الليلة جمعة بكرة الاتنين)، (ماما أندريه)،و(طيارة) للفنان العالمي “مارسيل خليفة”.
ولحظة دخول السنة الجديدة قدمت (نشيد العلم)، والأغنية الوطنية في (الفؤاد ترعاه العناية) و(عازة في هواك)، ووقف فيها كل الجمهور وكانت لحظات دموع وآهات وعناق فرحة بالاستقلال ورفعت أعلام علم الاستقلال وعلم الحزب الديمقراطي في وقت واحد. ثم قدمت (أيدينا يا ولد)، ثم (الشارع)، وختمت “عقد الجلاد” حفلها كعادتها بأغنية (حاجة آمنة) وسط ضرب وفرح ورقص وتفاعل الجماهير، لينفض سامر “العقد” بعضهم راضٍ والآخر يتحسر على غياب “شمت” وإن كان الحفل حميماً لحد ما بين المغنين والجمهور.
المجهر.