محكمة تجبر تايوانياً على دفع مليون دولار لأمه… هذه حكايته

يتكفل الآباء في تايوان بدفع أقساط تعليم أطفالهم، مقابل رعاية الأبناء لهم في سن الشيخوخة، في تقليد شهير يُدعى “تايبي”، وهذا ما دفع إحدى الأمّهات التايوانيات مؤخرًا، لرفع دعوى قضائية ضد ابنها، بحجة أنه خرق اتفاقًا مكتوبًا بينهما، يتعهد فيه بإعانتها ماليًا من عائدات عمله في مهنة طب الأسنان.
وحصلت القضية على تغطية إعلامية واسعة في تايوان، بعدما خالف الابن عقدًا مكتوبًا، وقع عليه عندما كان في الـ 20 من عمره، نظرًا لتأثر المجتمع في هذا البلد بالتعاليم الكونفوشيوسية، التي تبجل الوالدين وتحث على برّهما، كما يدعم القانون هذه التعاليم إذ يحظر على البالغين قانونيًا التخلي عن والديهم، وفقًا لموقع “نيويورك تايمز”.

وطالبت المرأة التي تعرف بلقب “لو” فقط، بتنفيذ شروط العقد، وأكدت أنها ربت ولديها بعد طلاقها من والديهما، ورعتهما وضحت من أجلهما، حتى دخل كلاهما كلية طب الأسنان، في حين أكد الابن أنه دفع لها مسبقًا مليون دولار، ولا ينبغي عليه دفع أكثر من ذلك، إلا أن المحكمة تعاطفت مع الأم، وحكمت لصالحها يوم الثلاثاء الماضي.

وأكدت السيدة “لو” أنها ترعرعت في أسرة مرموقة، وثرية، وأنها تزوجت في عمر صغير، من طبيب أسنان يعمل في المجال العسكري، وليس لديه ترخيص لممارسة الطب، وقالت: “ساعدتني عائلتي بمبلغ من النقود مكنني من فتح عيادة طب الأسنان، حيث عمل زوجي السابق تشو، حتى طلاقنا”.

وأوضحت السيدة لو في المحكمة العليا، أنها عملت بكد لتتمكن من إدخال ولديها إلى كلية طب الأسنان، على الرغم من معاناتها كأم عازبة، إلا أن قلقها من أن يتخليا عنها في شيخوختها، دفعها لتوقيع اتفاق معهما يلزمهما برعايتها، عندما كانا في الـ 20 من عمرهما.

ونصّ الاتفاق على أن يدفع ابناها لها، 60% من صافي أرباحهما، بعد أن يصبحا طبيبي أسنان، إلى أن يصل إجمالي المبلغ المدفوع إلى 1.7 مليون دولار، وأكد الابن الأصغر للمحكمة أنه سدد أكثر من مليون دولار، منذ بدأ ممارسة الطب عام 2003، وطالب بمسامحته بباقي المبلغ، نظرًا لأنه دفع جزءًا كبيرًا من دينه لوالدته خلال وقت قصير.

ولم تقنع حجة الدكتور تشو المحكمة، التي أكدت يوم الثلاثاء الماضي، أنه مسؤول عن الوفاء بشروط العقد، نظرًا لأنه وقعه عندما كان بالغًا قانونيًا، وحكمت عليه بدفع أكثر من 754000 دولار لوالدته، بالإضافة إلى غرامة إضافية، ليصل إجمالي المبلغ إلى أكثر من 967000 دولار.

وأثارت القضية جدلًا كبيرًا في تايوان، وواجه قرار المحكمة ردود أفعال مختلفة، إذ تعاطف كثيرون مع الأم، لأن بر الوالدين يعتبر من الفضائل المهمة هناك، في حين أعلن البعض تعاطفهم مع الابن، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي يعانيها الشباب اليوم.

وقال الطبيب وو تشيه-هانغ (30 عاماً) في مقابلة هاتفية: “أعتقد أن كل شخص عليه أن يوفي والديه مكرمة تربيتهما له، بعد أن يكبرا في السن، لذلك أؤيد قرار القضاة”، في حين كان مقدم البرامج جيسون تشن، أقل تعاطفًا مع الأم، وقال: “حصلت المرأة العجوز على 1.7 مليون دولار، وهو مبلغ كبير مقابل تربية ابنها، لا أتذكر أنني كلفت والدي أكثر من 170000 دولار”.

(العربي الجديد)

Exit mobile version