مناسبتان في يوم واحد!!

ظل القصر الجمهوري يحتفل بذكرى الاستقلال من داخل حدائقه كل عام، وكل عام يختلف عن العام الذي سبقه فأمس الأول الحادي والثلاثين من ديسمبر 2017 وهو اليوم الذي يتم الاحتفال بالاستقلال به، فاللجنة المنظمة درجت على تقديم الدعوات للرموز الوطنية وأعضاء السلك الدبلوماسي والوزراء والإعلاميين وأحياناً تختصر الدعوات إلى أبعد حد وأحياناً تكون الدعوات لعدد كبير مما يصعب السيطرة على دخول المدعويين فقد لاحظت في احتفال هذا العام أن العدد المدعو للمشاركة في هذه المناسبة العظيمة لم يكن كما المناسبات السابقة، رغم الإعداد والتنظيم الجيد له ولاحظت أن البطاقات التي كانت تضع على الكراسي لرؤساء التحرير لم تكن كما كان في السابق فجلس رؤساء التحرير ورغم قلة الذين حضروا في أماكن غيرهم كما لم الاحظ عدد كبير من الوزراء والولاة.

إن احتفال هذا العام تميز بالدقة وانتشار مسؤولي المراسم في كل الأمكنة، وهذا يدل على أن مراسم القصر تعمل بمسؤولية كبيرة وبتفاني في التنظيم الدقيق وهذا ما ميز احتفال هذا العام، غابت الطلقات النارية التي تزين المكان ولكنها كانت حاضرة في عملية التصوير من خلال شاشات العرض الكبيرة ويبدو أن اللجنة اكتفت بتصويرها بدلاً من إلقائها في الهواء، قدمت لوحة إبداعية رائعة لأغاني الراحل “إسماعيل حسن” وتم تجسيدها من الفنانين الذين قاموا بالأداء كما صورت المناطق الأثرية والأهرامات السودانية وأحدثت نقلة كبيرة في عملية التصوير والأداء من خلال إيقاع الطنبور، فالمنظر كان مفرحاً والزي الذي ارتداه مقدمو الفقرة كان أظهر لمسة جمالية لم نفطن لها في كل الأعمال التصورية التي نقدمها وقصيدة الشاعر الراحل السفير الحردلو يا بلدي يا حبوب من الأعمال الجيدة التي قدمت وعرضت بصورة رائعة، وعُرضت أغنية “أرض الطيبين”، كما أدخلت في احتفال هذا العام النوبة التي برع فيها المغني “الطيب” وصور مشاهد غنائية مختلفة وجدت القبول والاستحسان من أعضاء السلك الدبلوماسي رغم عدم فهمهم لمعاني الكلمات التي كانت تردد، عموماً إن احتفال هذا العام تميز عن سابقه بإدخال فقرات جديدة، تعد إضافة للجنة التي قامت بوضعها.

قدم السيد رئيس الجمهورية خطاباً ضافياً تناول فيه العديد من القضايا الداخلية والخارجية، وهنأ الرعيل الأول الذي ضحى بدمائه من أجل تحقيق الاستقلال، ولكن كانت نبرته حادة في ما يتعلق بالسيادة الوطنية وعدم السماح لأي جهة أن تتدخل في شؤون البلاد. ونادى أبناء السودان بالانضمام إلى وثيقة الحوار الوطني، وأمَّن على أن قواتنا الباسلة التي تقاتل في اليمن من أجل إعادة الشرعية فيها، وأمَّن على تطوير قدراتنا القتالية الذاتية من منظور العقيدة لتكون قوة ردع تمنع مجرد التفكير في الاعتداء على بلادنا أو التطاول عليها والإشارة هنا واضحة للذين يريدون النيل من وطننا رغم صبرنا الكثير عليهم الخطاب حمل الكثير من المعاني والغايات.

ذكرت في هذه الزاوية أمس الأول أن عهدي بالاحتفال برأس السنة كان إبان فترة الطلبة بالقاهرة، ولكن أمس الأول أجبرني الأخ “محمد لطيف” مدير طيبة برس الذي عودنا دائماً أن يشرك الإخوة الصحفيين في الأعمال التي يقدمها، فقد أقام ليلة رأس السنة بفندق (هولي دي فيلا)، والتي شرفها عدد من الوزراء على رأسهم وزير الصحة “بحر أبو قردة” ووزير الإعلام “أحمد بلال” وآخرون، بجانب عدد كبير من رؤساء التحرير والصحفيين، وكرم في تلك المناسبة الأستاذ “أحمد عبد الرحمن محمد” والدكتور “منصور خالد” والدكتور “كمال شداد” والفنان “النور الجيلاني”، وشدت في الحفل الذي استمر لما بعد منتصف الليل الفنانة الرائعة “هدى عربي” فقد أحسنت الغناء باختيارها الكلمات التي جعلت الحضور يتفاعل معها، وكذلك فنان الحماسة “حسين شندي” الذي أبدع وقدم أروع وأجود الغناء، ولكن تفاعل الحضور كان ضعيفاً مع ما قدم من أغاني، وهو اشبه بمن كان يلبس ربطة عنق، كما طرحت جوائز عبر كروت الدعوة منها عدد من تذاكر السفر إلى القاهرة وإلى أديس، ففاز الأخوان من الصحفيين “إمام محمد إمام” و”قندول” بتذاكر سفر للقاهرة، شكراً “محمد لطيف” على هذه السهرة الرائعة وشكر لكل الذي قدموا الدعم لها.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version