الكاتب المصري فاروق جويدة يكتب: السلطان أردوغان فى السودان

كلما هدأت العواصف وخمدت النيران بين مصر والسودان وجدنا من يشعلها مرة أخرى سواء كان الإعلام أو قرارات طائشة من صاحب القرار أو أعمال استفزازية تعكر صفو العلاقات وتفسد كل جهد يحاول أن يجمع الشمل..أقول ذلك وأنا حزين لما وصلت إليه العلاقات بين مصر والسودان لأننى واحد من ملايين المصريين نحب السودان..هناك عواصف شديدة بدأت تهب على البلدين.. من حق السودان أن يبحث عن مصالحه ومن حق سلطة القرار أن تتخذ من الخطوات ما يوفر لشعبها حياة كريمة ولكن حين نكون شركاء فى مياه النيل فليس من حق طرف أو طرفين اتخاذ مواقف تهدد أمن الآخرين..إن السودان من بداية أزمة سد النهضة يرى أن مصالحه تأخذ اتجاها مع أثيوبيا فهل يمكن أن يحدث ذلك وهناك ما يهدد مصر خاصة أن الجميع يعلم أن مصر ليست لديها موارد مائية غير مياه النيل وان أثيوبيا لديها أمطار غزيرة وكذلك السودان هنا كان ينبغى أن يقف السودان مع الحقوق المصرية وهى ثوابت لها تاريخ من الاتفاقيات التى تحمى حقوق كل طرف..لا احد يعارض التنمية فى أثيوبيا ولكن تهديد مصادر المياه فى بلد كبير مثل مصر أمر لا يجوز ولا يقبله أحد ابتداء بالشعب السودانى نفسه

كلنا يعلم أن السلطان العثمانى أردوغان ظهرت عليه أحلام توسعية لكى يعيد أمجاد السلطان سليم ومحمد الفاتح ويعيد أمجاد الدولة العثمانية ويحتل العالم العربى مرة أخرى ومنذ ظهرت عواصف الانهيار فى العراق وسوريا والتدخلات الأجنبية والسلطان أردوغان يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية الغاربة وهو حلم مجنون، لأن الزمان تغير والشعوب أيضا تغيرت ولكن الغريب أن يقفز أردوغان على قطر ويهدد دول الخليج العربى بقواته وان يقتحم السودان عمق مصر الإستراتيجى واهم مصادر أمنها الأفريقى ونجد السلطان يرفع شارة رابعة تأكيداً لأنه المدافع الأول عن جماعة الإخوان المسلمين ثم يحتل جزيرة سواكن فى مؤامرة مريبة مع الرئيس البشير..إن تأييد الحكومة السودانية لأثيوبيا فى سد النهضة ودخول الجيش التركى إلى السودان والبحر الأحمر ودول الخليج من خلال قطر حسابات تهدد شيئا كان يسمى الأمة العربية.

فاروق جويدة
الأهرام

Exit mobile version