يلجأ بعض كبار الصحفيين السودانيين إلى مبررات لا تقف على ساقين لوضع مساحيق تجميل على وجه الحملة الإعلامية الشرسة والحاقدة التي يشنها الإعلام المصري على السودان.. قيادة.. وأرضاً.. وشعباً وحضارة!!
• يكون الأمر مؤلماً حد المرارة عندما يكون صحفي سوداني بقامة وتأثير الأستاذ عثمان ميرغني في مقدمة الذين يجتهدون لمداراة سوءة الإعلام المصري ومحاولة تبرير ((تفاهته)) ضد بلادنا العزيزة..
• صاحب حديث المدينة درج على جلد سياسات الحكومة السودانية وتجريدها من كل حسن وجميل من الأقوال والمواقف والأفعال.. الحكومة السودانية عنده دائماً محل اتهام وإن أقسمت على المصحف الشريف أنها ما أرادت إلا الإصلاح وإن أخطأت.. فالتوفيق من عند الله تعالى.. أستاذنا عثمان لا يرى لحكومة بلاده رشداً في فعل ولا قول.. نادراً ما يقول لها أحسنتي يا حكومة!!
• مع هذا الجلد المستمر على ظهر حكومة بلادنا المتعبة.. لا يفوت أستاذنا عثمان فرصة الإشادة بحكومات ومبادرات الآخرين من أمريكا.. وروسيا.. مروراً بتل أبيب التي يراها صاحب حديث المدينة نموذجاً يُحتذى في ديمقراطية الحكومات الراشدة ونزاهة الحكم وطهارة يد الحاكمين!!
• ما أقوله هنا ليس تطاولاً على مقام كاتب أقرأ له بانتظام.. يأسرني أسلوبه السلس وتدهشني طريقته المباشرة في عرض أفكاره بلا لف.. ولا دوران.. ومع هذا أقرأ له كثيراً.. وأختلف معه أكثر!!
• بالأمس وفي سياق دفاعه المستتر عن جهالة الإعلام المصري حكى لنا الأستاذ عثمان ميرغني تجربة شخصية حدثت له في القاهرة.. ولمن يريد التفصيل والاستمتاع بالسرد الشيق للقصة يمكنه الرجوع لحديث المدينة عدد أمس السبت 30 ديسمبر بأخيرة التيار الغراء.. وملخص القصة أن طبيباً مصرياً مشهوراً تنازل عن كامل أتعابه لصالح عملية جراحية تخص ابن عم أستاذنا عثمان ميرغني الذي فوجئ بتسديد فاتورة العملية الجراحية التي تمت دون أن يطالب الاختصاصي الشهير والمستشفى المصري بتسديد رسوم العملية قبل الشروع فيها.. أستاذنا عثمان قال إن هذا الموقف النبيل يعبر عن الشعب المصري الذي يشوه بعض الإعلاميين في القاهرة صورته في كل الدنيا.. ويقول إن هذا هو الشعب المصري الذي يحاول بعض الإعلاميين في القاهرة أن يرسموا له صورة متوحشة في ذهن الشعب السوداني!!
• يا أستاذ عثمان.. تمهل أيها الرجل!!.. هذا تبسيط مخل بجوهر القضية التي يواجهها الشعب السوداني مع إعلام مصر الفاجر.. نقول لك تبسيط وأرجو أن تعذرنا إن قلنا لك إنك تحاول ((تسطيح)) الشعب السوداني والضحك على أسطوانة مشروخة اسمها الشعب السوداني في وجدان الشعب المصري..!!
• إذا كان الشعب المصري بهذا النبل.. وهذه الشهامة التي تقول لخرج عن بكرة أبيه يرفض ترهات إعلامه وإساءاته المقززة لشعبك.. وأمتك!!
• أين هو الشعب المصري الذي يسجل أعلى نسبة مشاهدة لهذه القنوات والترهات، ثم لا يصدر منه ما يقول لحكومته: أوقفوا هذا السفه بحق شعب السودان العظيم!!
• في مصر.. الشعب على دين إعلامه.. وإعلام الشعب المصري يشتم الشعب السوداني برضا وموافقة حكومة الرئيس السيسي التي تتفرج على سفائها وهم يشتموننا بلا تردد..
• يا أستاذ عثمان.. هل هنالك صحفي مصري كتب كلمات في صحافة القاهرة يقول فيها إن الشعب السوداني الذي تشتمونه هو أكرم شعوب الأرض وأنبلها؟!.. لن تجد من يكتب كلمة أو يحفظ لشعبنا مئات المواقف مثل التي حدثت لابن عمك العزيز..
• من هواننا على زمان الفرعون المصري أن يشتمنا الشعب المصري الذي صمت على تشويه سمعة السودان.. ثم ينبري كاتب سوداني في قامة عثمان ميرغني ليكتب وبالخط العريض لا للصورة المتوحشة التي يحاول بعض إعلام القاهرة أن يرسمها لمصر في ذهن الشعب السوداني!!
• الشعب السوداني لن يرضى هذه الإساءة.. وشعبنا لا يشرفه صمت الشعب المصري على ترهات إعلامه.. والمدهش حقاً أنك تبرر لسفاهة إعلام مصر الذي يتعجب من طيبتك.. وسماحتك التي تبرر ضرب أمتك كلها على خدها الأيسر بعد أن لطخت القاهرة وقنواتها خدنا الأيمن!!
• ليتك لم تكتب مبرراً لإعلام القاهرة سفاهته وصمت شعب مصر على فجور إعلامه وطيبة بعض الإعلاميين السودانيين الذين إن كانوا يكتبون ما يكتبون وهم لا يعلمون موافقة شعب مصر على ما يفعله إعلامها ضد السودان.. فهذه مصيبة .. وإن كانوا يعلمون.. فالمصيبة أكبر!!
عبدالماجد عبدالحميد
نقلاً عن صحيفة (مصادر) عدد اليوم الأحد 31 ديسمبر 2017م