ألف الناس عادة تلقي الأخبار والمعارف من الصحف، ولديهم شغف مطالعة عناوين الصحف المعروضة من قبل الباعة على أرضيات الإسفلت، أو في المكتبات، رغم السيل الباكر للعناوين على تطبيق الواتساب، واهتمام أكثر من جهة بعرض وإرسال أبرز عناوين الأخبار التي حملتها الصحف، لكن رغم ذلك فإن للصحف المعروضة في الشوارع وأمام المكتبات زوار أيضا يحدقون في يوميات الإصدارات الصحفية.
(1)
لا يتضجر بائعو الصحف من عادة التجمعات حول صحفهم، رغم أنها عملية مجانية، وقد تجلب الزحام، فمعظم من يطالعون الصحف حسب قول الكثيرين منهم يكتفون بتلك الفرجة، والتغذية الهامشية لمعرفة للأحداث، لكن بعضهم يرى أن عرض الصحف وتجمع القراء حولها محفز منهم لشراء الصحيفة، فكثير من القراء أجبرتهم عناوين صارخة لقضية ما، وأملت عليهم نقد جيوبهم لشراء صحيفة، لكنهم في الآخر يتفقون أن زبائنهم من القراء – والحديث لبائعي الصحف – يقومون بشراء صحيفتهم وينصرفوا.
(2)
ويرى البعض أنه وفي ظل التراجع الكثيف لمبيعات الصحف، إلا أن الاهتمام بما تثيره من قضايا يمكن قراءة مؤشراته من اصطفاف المواطنين وتحلقهم حولها في كل صباح، وإن كانوا يرون في سعر الصحيفة عاملا لعدم الإقبال عليها، خاصة بعد أن ارتفعت للضعف شأنها وبقية السلع، وليس الواتساب أو حتى بائعي الصحف هم وحدهم من يوفر خدمة الاطلاع على عناوينها البارزة، فالإعلامي المعروف مدير قناة (سودانية 24) الطاهر حسن التوم يوفر هو الآخر لقراء صفحته وبشكل يومي خدمة مجانية لمشاركته الصحف التي يتابعها يوميا، خاصة صحف المقدمة، فيما تحظى بعض العناوين بمتابعة وتداول كثيف، حيث يلجأ البعض لتصويرها وإرسالها في مجموعات تطبيق الرسائل الفورية (واتس آب)، أو في صفحاتهم الشخصية في موقع (فيس بوك).
(3)
يقول بعض المداومين على قراءة الصحف عند الباعة في الصباح، إنهم اعتادوا على ارتياد السوق بمكان عرض الصحف، لنيل حصة يومية ومتابعة آخر الأحداث من المعروض اليومي للإصدارات الصحفية، وهذه الفئة هي الأكثر، حيث يكتفون بالفرجة فقط، فيما يرى آخرون أن موضوعات تهمهم تجبرهم على شراء الصحيفة أبرزها القضايا التي تهم مناطقهم أو بالنسبة للناشطين في الأعمال الاقتصادية، أو حتى من هم في سن المعاش ويتابعون آخر تحديثات وقرارات الصندوق.
(4)
وإلى حد ما تشبه صفوف مطالعة الصحف اليومية، صفوفاً أخرى معروفة خاصة في الأزمات، مثلما هو في صف رغيف الخبز، وصف البنزين لأصحاب المركبات العامة والخاصة، وقد يجمع بينهما كون ارتباطهم معنياً بالمسألة الاقتصادية بالدرجة الأولى، فحسب استطلاعي للبعض ممن يطالعون عناوين الصحف كانوا (مفلسين) ولا تتوفر لديهم قيمة شراء جريدة يومية، وتجبر الأزمات الاقتصادية المواطنين للانتظار طويلاً في صفوف كناية عن الندرة لأخذ حصتهم من الرغيف.
اليوم التالي.