بدأت نقابة المحامين ظهر أمس بأرض المعرض ببري، بروفة للانتخابات القادمة التي تشارك فيها معظم الأحزاب السودانية الراغبة في خوضها في 2020 فتداعى أكثر من سبعة آلاف من المحامين إلى اللقاء الذي جرى تنظيمه بواسطة اللجنة العليا التي عكفت لما يقارب الستة أشهر للخروج برأي موحد لأعضاء المؤتمر الوطني المنضوين تحت لواء النقابة العامة للمحامين السودانيين، فاكتظت القاعة التي شرَّفها بالحضور نائب رئيس الجمهورية، “حسبو محمد عبد الرحمن” ومساعد رئيس الجمهورية، الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد”، والفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم، والأستاذ “محمد حاتم سليمان”، نائب الوالي، والأستاذ “محمد بشارة دوسة” أمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني، اللقاء كان عبارة عن استفتاء للنقيب الجديد “عثمان محمد الشريف”، الذي وجد قبولاً كبيراً من منسوبي المؤتمر الوطني، وقام الأستاذ “هاشم أبو بكر الجعلي”، الذي كان أقوى المرشحين للنقابة عن المؤتمر الوطني، وحدثت بعض الإشكالات قبل أن يتفق المؤتمر الوطني، على أن يكون مرشح الحزب للنقابة الأستاذ “عثمان الشريف” وقف الأستاذ “هاشم” وأمسك بالمايك وهو على المنصة التي وقف الأستاذ “الشريف” مخاطباً الجمع، أعلن “هاشم” أن مرشح المؤتمر الوطني لنقابة المحامين هو “الشريف”، فضجت القاعة بالتصفيق وذرف الكثيرون الدموع في مشهد يعبر على مدى الاتفاق والوقوف في صف واحد، وكذلك وقف النقيب الأسبق الدكتور “عبد الرحمن إبراهيم الخليفة” معبراً عن ذات الشعور، ومن ثم واصل المرشح “الشريف” حديثه، مؤكداً أن النقابة ستكون لخدمة الجميع أن كانوا مؤتمراً وطنياً أو أي محام منضوي تحت لوائها، ومن ثم تحدث الأستاذ “دوسة” مشيداً بتلك الصورة التي نسجها محامو المؤتمر الوطني، وطرزها في أبهة صورة من صور العدالة،
إن انتخابات المحامين ما هي إلا تمرين صغير للانتخابات القادمة، فالمؤتمر الوطني نظم صفوفه والحصول على النقابة تحدي بالنسبة له رغم أن نائب رئيس الجمهورية، “حسبو” أكد على أن الانتخابات محسومة للوطني من خلال العدد الكبير الذي شارك في اللقاء وتساءل كيف ينافس الآخرون المؤتمر الوطني في تلك الانتخابات وهم لم يستعدوا لها الاستعداد الكامل، ولكن في نفس الوقت قال إن النقابة هي ملك لكل المحاميين الذين يشاركون مع المؤتمر الوطني في الحُكم، فكلمة النائب بمثابة جواز عبور للسيد النقيب الجديد “عثمان الشريف” ولم يكن “حسبو” هو الوحديد الذي حسم نتيجة الانتخابات قبل قيامها، وتحدث الفريق الركن “عبد الرحيم محمد حسين” والي الولاية، معبراً عن سعادته بالجمع الكبير من المحامين، البالغ عددهم سبعة آلاف محامٍ، وقال إن عدد المحامين المنتسبين للمؤتمر الوطني في زمن سابق لم يتعدوا أصابع اليد، وها هم الآن يملأون الخرطوم والولايات، وطالب النقيب الجديد أن يفسحوا المجال إلى إخوانهم من المحامين أن يتمتعوا بامتيازات النقابة، الممثلة في البيوت والعربات وغيرها من الامتيازات التي تقدمها لمنسوبيها، إن الكم الهائل من محامي الوطني رسموا لوحة حسم المعركة وفي جولتها الأولى من داخل قاعة بُري وما على الآخرين إلا أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع يوم (السبت) القادم، بالمراكز المختلفة التي حددتها السُلطة القضائية التي تعمل على مراقبتها، فبان الزهو على معظم قيادات المؤتمر الوطني، إن الانتصار في النقابة لا يقل عن الانتصار في الدوائر الجغرافية أو النسبية في انتخابات 2020.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي