*العقوبات…العقوبات…العقوبات..
*حكومتنا تصرخ… وشاشاتنا تصيح… وصحافتنا تزعق… وماليتنا تثكِّل..
*فرفع ترمب العقوبات… ورفعنا (فراش العزاء)… ثم رفعنا الدعم..
*فقد ثبُت أن مشكلتنا داخلية… ولا علاقة لها بالعقوبات..
*وازداد الحال سوءاً؛فطفقنا نبحث عن مهيجات صراخ وصياح وزعيق… جديدة..
*أي حاجة تلهينا… وتلهي الشعب… عن (حقيقة) المشكلة..
*فوجدنا ضالتنا في روسيا فصرخنا : روسيا… روسيا… روسيا… بوتن… بوتن… بوتن..
*ثم هدأنا فجأة ، كما بدأنا فجأة… فروسيا لا تجارينا صراخاً..
*فهي غير متحمسة لنا… ولا لمشاكلنا… ولا لهديتنا لها المتمثلة في قاعدة عسكرية..
*وسكتت صحافتنا… وتلفزيوناتنا… وإذاعاتنا… وحكومتنا..
*ولكنه دوماً الهدوء الذي يسبق عاصفة هياج عاطفي جديد يطغى على صوت المشكلة..
*فمشكلتنا داخلية ؛ ولا حلول لها إلا بأيدينا…لا أيدي الآخرين..
*وهبت العاصفة بالفعل: تركيا… تركيا… تركيا… أردوغان… أردوغان… أردوغان..
*وعما قليل سنصمت بعد اكتشافنا أن تركيا أخذت… ولم تعط..
*ومن بين الذي أخذته سواكن؛ بمبانيها… وآثارها… وتاريخها… و(أرضها)..
*وتُدرج في قائمة عديد المأخوذ منا ؛ بلا عطاء…ولا مقابل..
*أو بقليل عطاء لا يساوي قيمة الأرض… والعَرض… والعِرض (السيادي)..
*والأسوأ من ذلكم أننا نستعدي علينا آخرين بلا داعٍ… ولا ثمن..
*كل تحالفاتنا – ذات الضجيج – تبدو وكأنها تضمر في جوفها كيداً نحو آخر..
*وأقول (تبدو) حتى لا (أبدو) كمن يجزم بما في قلوب قادتنا..
*فمن قبل حين صرخنا إيران… إيران… إيران… فُهمت صرختنا تلك كمكايدة في العرب..
*وتحديداً عرب الخليج لمواقفهم تجاهنا… وعدم دعمهم لنا..
*وحين صرخنا الخليج… الخليج… الخليج… فُهمت صيحتنا كإغاظة للإيرانيين..
*وذلك بعد أن انتبهنا إلى أنه تحالف ضرره أكبر من نفعه..
*ثم عندما لاحظنا تثاقل الأيدي الخليجية نحونا- رغم دمائنا باليمن- صرخنا بتحالف جديد..
*وكانت الصرخة هذه المرة : تركيا… تركيا… تركيا..
*ومعروفة حساسية دول الخليج تجاه تركيا لأطماع عربية من تلقائها مثل أطماع إيران..
*فتلك كهذه ؛ تسعى لاستعادة بعض ماضي الذكريات التوسعية..
*ولكن المكايدة الأخيرة هذه فُهمت على أنها ذات حدين؛ أحدهما شرقاً… والآخر شمالاً..
*أو كذلك فهمتها مصر أيضاً… وربما أراد أردوغان هذا الفهم..
*فتلويحاته (الرباعية) الكثيرة تحتمل رمزية ميدان (رابعة)..
*وحكومتنا لا (تحتمل) أي نقد يُصوب نحو أس المشكلة..
*فأزمتنا الاقتصادية داخلية بحتة… تنبثق من قلب أزمتنا السياسية..
*وعجزنا عن توظيف مواردنا الطبيعية من عجزنا عن توظيف إرادتنا الإدارية..
*فمطلوب منا أن ننظر إلى الحلول في دواخلنا..
*لا أن ننظر إليها في الخارج على طول… بحثاً عن تحالف جديد نضرب به آخر قديماً..
*فإلى متى نواصل هذا (العبث) السياسي والسنون تمضي؟!..
*فها هي أثيوبيا التي كانت خلفنا تجاوزتنا بلا أي لعب على حبال التحالفات..
*وبلا أي ضجيج… ولا زعيق… ولا (موتوا بغيظكم !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة