اشعلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، حرباً كلامية عنيفة بين القاهرة والخرطوم، بعد انتقادات لاذعة وجهتها وسائل إعلام مصرية للزيارة.
ورد سفير السودان في القاهرة ومندوبها لدي الجامعة العربية عبد المحمود عبد الحليم الأربعاء بهجوم عنيف ووصف الاعلاميين المصريين من منتقدي الزيارة بـ ” الغوغائيين والحمقى”.
واعتبرت قنوات مصرية اتفاق البشير وأردوغان على تخصيص جزيرة سواكن ذات الموقع الاستراتيجي والواقعة في البحر الأحمر لتركيا؛ ليس سوى ” نكاية في مصر”.
كما صوب اعلاميين مصريين إساءات شخصية للرئيس السوداني وحكومته، بينما بدأت صحف مصرية في تصدير عناوين تشير الى مسؤولية السودان عن تدريب إرهابيين لاستهداف الكنائس في مصر.
وصوب وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الثلاثاء انتقادات تجاه اعلاميين مصريين هاجموا استضافة الخرطوم للرئيس التركي بقوله “ليموت بغيظه من يموت وليفرح بسعدنا وفرحنا من يفرح”.
ولا تخفي مصر الرسمية وبعض من إعلامها الخاص العداء لتركيا وللرئيس رجب طيب أردوغان لمناصرته الصريحة لتنظيم الأخوان المسلمين.
وتصنف مصر الأخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وحظرت نشاطها واعتقلت كل قيادتها بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي على يد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وقال سفير السودان لدى القاهرة في تصريح صحفي الأربعاء إن ” بعض غوغائي وحمقى الإعلام المصري وجدوا في زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان سانحة للنيل منه ومن خياراته بل وتحقير قيادته وتاريخ امته”.
ورأى في هذا السلوك برهان جديد على ” وضاعة بضاعتهم”.
وأضاف ” كلما تطلع البلدان للارتقاء بعلاقاتهما المشتركة وتعزيزها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل سعى هؤلاء الحمقى لتسميم الأجواء وإفساد المساعي”.
وتابع ” يحسبون كل صيحة عليهم وكل نشاط سيادي اوتحرك سوداني كأمر نشاز تدق له طبول الرفض والتجريم”.
ودعا عبد المحمود الإعلام المصري إلى إدراك أن السودان ليس بجمهورية “موز” وان علاقاته الإقليمية والدولية تحددها خياراته ومصالح شعبه وأنها ليست خصما بالضرورة لرصيد علاقاته مع الآخرين.
وأبدى السفير ثقته في فشل مسعى بعض وسائل الإعلام في تغبيش وعي الشعب المصري الذي يؤمن بأن ازدهار السودان وقوته قوة لمصر وللقارة الأفريقية والعالم العربي.
وأضاف ” عندما يصحو هؤلاء من نومة أهل الكهف سيجدون أن نظريات المؤامرة لن تسعفهم وأن التقليل من قيمة السودان أضحت عملة غير صالحة للتداول”.
من جهته ابدى رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني، الطيب مصطفى امتعاضه لتطاول الإعلام المصري على السودان ووصفه بـ “الأمر المؤسف”.
وقال مصطفى في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية، الأربعاء إن اللغة التي يتحدث بها الإعلام المصري مستفزة للشعب السوداني وليس الحكومة.
وأضاف ” هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر”.
وأضاف مصطفى أن السودان لا يأخذ الإذن من أحد حتى يتخذ قراراته.
وأردف “ينبغي على الإعلام المصري أن يكف عن هذا التعامل وأن يضع في اعتباره أن السودان دولة مستقلة من حقها ان تقرر ما يصلح شأنها”.
سودان تربيون.