إن إعداد فنجان #قهوة ذي مذاق رائع يحتاج لمهارة وخبرة. والجديد أن وراء #مشروب_اللاتيه الرائع نظرية علمية بحتة. إن أي معد جيد للقهوة سوف يخبرك أنك إذا كنت تريد أن تجعل اللاتيه ممتازا فعليك بصب الحليب على #الإسبريسو، وليس العكس.
ولكن هناك أيضا نمط آخر من اللاتيه، وهو اللاتيه ذو الطبقات المتعددة layered latte، وهو اللاتيه الذي تجد له صورا بالمئات والآلاف على تطبيق إنستغرام.
ربما تحدث بعض هذه الأشكال والتكوينات عن طريق الصدفة، أو نتيجة لجهود معد للقهوة يجرب إعداد مشروبات بشكل جديد، لكن تبدأ هذه المشروبات ذات الأشكال المخططة مع كوب من الحليب الساخن ثم يصب على الإسبريسو. وهي عادة ليست بنفس شعبية مشروب فرابوتشينو يونيكورن أو لاتيه قوس قزح، ولكن لها سحرها، وفقا لما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
أصل التسمية
ولكن من أين جاءت تسمية “لاتيه متعدد الطبقات” layered latte ؟ ترجع التسمية إلى بوب فانكهوزر، مهندس متقاعد في بورتلاند، بولاية أوريجون، وهو الذي صنع بالصدفة لاتيه متعدد الطبقات بالمنزل، وأراد أن يعرف لماذا تتشكل هذه الطبقات الجميلة. يقول فانكهوزر: “إنها ظاهرة مثيرة للاهتمام حقا”. ويضيف: “ليس هناك سبب واضح بأن السائل يجب أن ينتظم على شكل طبقات ذات كثافات مختلفة”.
الصدفة أم الاكتشاف
وكما أن الحاجة هي أم الاختراع ففي هذه الحالة فإن الصدفة هي أم الاكتشاف، حيث إن فانكهوزر بعث بريدا إلكترونيا إلى دكتور هوارد ستون، وهو مهندس كيميائي، يدرس ديناميكا السوائل في جامعة برنستون، يتضمن صورا للاتيه العرضي الطبقات الذي قام بإعداده، مما أوحى إلى الأخير ولطالب بالدراسات العليا في مختبره، لإجراء اختبارات لكشف سر تلك الظاهرة.
خطوة واحدة
ونشر الفريق نتائجه في “Nature Communications”. ويمكن لأي شخص أن يحاول هذا في منزله، ولكن أيضا سيجد الطهاة الذين يصنعون الهلام ذا الطبقات أو المهندسون البيولوجيون الذين يطورون الأنسجة البشرية الصناعية أن تلك العملية التي تتم في مجرد خطوة واحدة مفيدة.
بعد إعداد مشروب اللاتيه مع الإسبريسو والحليب بطريقتهم. قام الفريق البحثي بإعداد مشروب قهوة بأسلوب المحاكاة، ثم قاموا بحقن المياه الساخنة المصبوغة في مياه مالحة ساخنة مكثفة لاختبار المعايير العلمية، التي تؤدي لحدوث هذا التكوين العفوي من الطبقات. وكذلك قاموا بسكب الإسبريسو الساخن في الحليب الدافئ بسرعة معينة، فاكتشفوا بالفعل تفاعلا بين درجة الحرارة والكثافة التي تسببت في فصل الشراب إلى طبقات بكثافات مختلفة.
ظاهرة مياه المحيط
إن نفس الظاهرة الأساسية، وتسمى الحمل المزدوج المنتشر، هي التي تحدث طبقات من الماء في المحيط. وهكذا يمكن استنتاج أن المياه التي تحتوي على كميات مختلفة من الملح وكثافات مختلفة، تماما مثل الإسبريسو والحليب الأكثر كثافة في اللاتيه.
وعندما تحاول السوائل أن تختلط، تتشكل أنماط الطبقات، كما أن التدرج في درجات الحرارة يتسبب في أن جزءا من السائل يسخن، ليصبح أخف وزنا ويرتفع، في حين أن جزءا آخر يكون أكثر كثافة ويهبط.، بما يؤدي إلى خلايا الحمل الحراري التي تحبس مخلوطات من كثافات مماثلة داخل الطبقات.
درجة الحرارة والكثافة
اكتشف نان شيويه، طالب دراسات عليا في مختبر دكتور ستون، الذي قاد الدراسة، أنه حتى لو كنت بتحريك الطبقات بهزة لطيفة (أو رشفة، وفقا لما قاله فانكهاوزر)، سوف تتسق وتبقى كذلك لدقائق أو ساعات وحتى لأيام.
طالما أن الخليط لا يزال أكثر دفئا من الهواء من حوله، والتقليب يخلق تدرج كثافة أخرى، على غرار تلك التي تنتج عن الصب. ولكن إذا تم التقليب بعد أن يصل اللاتيه إلى درجة حرارة الغرفة – فإن الخطوط والطبقات تتلاشى.
التجارب تؤدي للنجاح
ولعمل اللاتيه بطريقة الطبقات، صب الإسبريسو الساخن على ملعقة في كوب طويل من الحليب بنفس درجة الحرارة تقريبا. انتظر بضع دقائق حتى تتشكل الطبقات بينما يبرد المشروب. وكما تقول الحكمة: إن النجاح يتطلب خوض التجربة.
في بروكلين، اختبر كيسي لامب، الذي يقوم بإعداد القهوة في “Stone Fruit Espresso and Kitchen”، الاختلافات التي تطرأ في هذه العملية بعد 5 تجارب. وتوصل إلى أن الطبقات تتشكل أفضل اعتمادا على سرعة القيام بالصب، وطول الكوب، ونسبة الإسبريسو إلى الحليب، ودرجة الحرارة، وكثافة الاثنين. لم يكن هناك وقت لإكمال التجربة بإتقان قبل أن يزدحم المقهى، ولكن معظم التجارب أنتجت بضع طبقات، بما في ذلك طبقة رقيقة من الحليب في الجزء السفلي من الكوب.
العربية نت