تشغل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، بال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وعليه تغدو تصريحاته التي يدلو بها هذه الأيام محسوبة بدقة أكثر، حتى من دون أن يشير إلى تلك الانتخابات كثيرا في تحركاته.
يبدو ذلك منعكسا بوضوح على لقاء موسع مع مسؤولين في وزارة الدفاع، الجمعة، اختاره بوتن منصة لتمرير رسالة يدرك مدى فعاليتها في التأثير على أهواء الشارع الروسي، حيث بدت رسالته واضحة: “روسيا قوية وتزداد قوة”.
وعد بوتن بلاده بالريادة المطلقة المستقبلية، وقال إن روسيا ستبني جيلا جديدا من السلاح والعسكريين، مشددا على أهمية ذلك لضمان أمن روسيا وسيادتها في هذه المرحلة الحساسة.
وأفرد بوتن سيناريوهات بلاده الجاهزة للتعامل مع التحديات، فواشنطن المتهمة بخرق سري لبنود معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى ستجد نفسها في مواجهة قوة ردع روسية لا يستهان بها.
وهي قوة قادرة على الرد على كل ما يخطط له من حشود، وصفها بوتن بـ”العدوانية”، للناتو، على الحدود مع بلاده.
“أميركا العدائية”
وشدد بوتن على “الطابع العدائي” لاستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، مؤكدا أن روسيا يجب أن تكون “رائدة” في بناء جيل جديد من العسكريين لضمان سيادتها.
وقال بوتن في اللقاء مع المسؤولين من الجيش الروسي “استراتيجية الدفاع هذه لها بدون شك طابع هجومي، إذا اردنا الحديث بلهجة دبلوماسية. لكن اذا انتقلنا الى اللغة العسكرية فلديها دون شك طابع عدائي”.
وأضاف “هي ليست مجرد أقوال، وإنما مدعومة بأعمال ملموسة وتمويل”.
وندد بوتن بتعزيز البنى التحتية “الهجومية” لحلف الأطلسي والولايات المتحدة في أوروبا، متهما واشنطن بـ”انتهاك” المعاهدة الروسية الأميركية التي وقعت في 1987 حول القوى النووية الوسيطة، وأتاحت إزالة قسم من الأسلحة لدى القوتين النوويتين في ذروة الحرب الباردة.
وقال إن “الأنظمة المضادة للصواريخ يمكن تحويلها في أي وقت إلى أنظمة صواريخ متوسطة المدى”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة هي على طريق تدمير معاهدة القوى النووية الوسيطة”.
ونبه إلى أن “كل ذلك يخفض بشكل كبير مستوى الأمن في أوروبا والعالم”.
وأضاف “لدينا الحق السيادي وكل الإمكانات للرد بشكل مناسب وملائم على مثل هذه التهديدات المحتملة”.
وتابع أن “القوى النووية الروسية حاليا في مستوى يتيح لها ضمان ردع نووي متين”، داعيا في الوقت نفسه إلى تعزيزها.
ودعا أيضا إلى “التركيز خصوصا على تزويد القوات الروسية بأسلحة عالية الدقة (..) وبأنظمة هي الاكثر حداثة على صعيد الاستخبارات والاتصالات”.
وتابع “سنؤمن من دون شكل القدرات الدفاعية لبلادنا”، مشددا على الطابع “السلمي” للسياسة الخارجية الروسية.
ومضى يقول: “لا نحتاج إلى عدد لا يحصى من القواعد في أنحاء العالم، ولن نضطلع بدور شرطي عالمي”، لافتا إلى أن “كلفة هذا الأمر باهظة، وهذا لا يشكل البتة جزءا من مشروعاتنا”.
وكان البيت الأبيض ذكر في تقريره بشأن استراتيجية الأمن القومي الذي نشره الاثنين أن “روسيا تحاول إضعاف النفوذ الأميركي في العالم، وخلق انقسامات مع حلفائنا وشركائنا”.
ويأتي هذا الإعلان فيما اعتمد الكونغرس في نهاية نوفمبر نفقات عسكرية تقارب 700 مليار دولار للسنة المالية عام 2018.
سكاي نيوز