لك أن تتخيل أن تشهد عمليات إبادة واسعة للخمور المستوردة والشيشة أمام عينك لتشعر بعظمة إنجازات الشرطة السودانية التي برزت بصورة لافتة خلال السنوات الأخيرة في محاربة الخمور والمخدرات بجانب القضايا الجنائية وغيرها،
لكن كانت هنالك الكثير من علامات الاستفهام لعدد من القضايا تجول بخاطري لم أجد سانحة أفضل من الجلوس مع مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء حقوقي إبراهيم عثمان رفقة عدد من الكتاب الصحافيين ورؤساء التحرير بتنسيق محكم من مدير الإعلام بشرطة ولاية الخرطوم العقيد د. حسن التجاني ، في لقاء استمر زهاء الـ 35 دقيقة كانت كافية جداً لاستعراض حصاد شرطة الولاية لعام كامل بجانب التجول في عدد من الملفات المهمة (، تأمين رأس السنة وأعياد الاستقلال والكريسماس وجمع السلاح واستجلاب التقنيات بالعمل الشرطي ودخول الخمور المستوردة للبلاد والكثير) وذلك بعد أن شهدنا صباحاً إبادة شرطة ولاية الخرطوم أمن المجتمع ضبطيات ضخمة من الخمور والمخدرات والشيشة في إطار تنفيذ الخطة الإستراتيجية لتأمين احتفالات البلاد القومية بأعياد الاستقلال.
إبادة
بدعوة كريمة من مدير الإعلام والعلاقات العامة بشرطة ولاية الخرطوم العقيد د. حسن التجاني توجهنا صوب شرطة أمن المجتمع بالمقرن ، لم أكن أعلم تفاصيل الزيارة حتى وصولي رفقة الزميل بكري المدني ومنذ دخولنا تم توجهينا لحضور عمليات الإبادة لكميات كبيرة من الخمور المستوردة والشيشة، قبل أن ندلف الى تناول وجبة الأفطار، ثم الجلوس الى مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان رفقة عدد من الزملاء. وفي مقدمتهم الكاتب الصحافي محجوب فضل ورئيس تحرير (السوداني) ضياء الدين بلال ورئيس تحرير (آخر لحظة) عبد العظيم صالح ورئيس تحرير (مصادر) عبد الماجد عبد الحميد ورئيس هيئة التحرير بقناة ام درمان بكري المدني والكاتب الصحافي المعروف إسحاق أحمد فضل الله ومدير التحرير بالصحيفة كمال عوض والكاتب بالزميلة (السوداني) أسامة عبد الماجد ومدير تحرير (الدار) هادية صلاح مدني والزملاء رجاء نمر ومحمد أزهري ومحمد موسى.
استعراض حصاد 2018
مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء حقوقي إبراهيم عثمان قال بأنهم درجوا كل نهاية عام على مثل هذه الاستضافات لقبيلة الإعلام لاستعراض حصاد عام كامل ونخرج بالسلبيات والإيجابيات لمناقشتها ووضع قرارات لها والإقبال على عام جديد بروح وثابة، وأضاف أن هنالك مناسبات كبيرة خلال الأيام القادمة مثل الكريسماس ورأس السنة وأعياد الاستقلال تتطلب جهوداً كبيرة لإقفال العام بهدوء الأحوال ، متمنياً أن تمر باستقرار وأمن كبير. وقال بإن شرطة ولاية الخرطوم حققت نجاحاً كبيراً في خططها الراتبة المتعلقة بالإجراءات الموسمية خاصة تأمين الأعياد وامتحان الشهادة السودانية وشهادة الأساس ورمضان والعيد والكريسماس وأعياد الاستقلال والمولد النبوي الشريف والتي وضعنا لها خططاً أنجزت بشكل جيد عدا حادثة المولد بام درمان وقد تم اتخاذ إجراءات صارمة فيها والمخطئ سيأخذ جزاءه، وزاد : لدينا خططاً طارئة تجاوزها الناس بصورة جيدة بجانب خطط الطوارئ والعمليات مثل التعدي على الأراضي وما صاحبته من تداعيات ورفض للمواطنين برغم من أنها تخرج بإجراءات قانونية من مصلحة الأراضي الحكومية والحمد لله أجرت الشرطة إزالات دون خسائر.
حسم التفلتات
وعلى مستوى الجانب الجنائي قال اللواء إبراهيم بأنهم حسموا التفلتات الأمنية ببعض المناطق الطرفية لبعض المجموعات التي تخلق الفوضى بجانب تكوين قوة باسم التفلت بكل المحليات عملت بصورة مميزة واستطاعت تحجيم هذه الظاهرة رغم الكثافة السكانية الواسعة والتي تتطلب خدمات أمنية كبيرة. وأضاف: على مستوى انفتاحنا على الأحياء السكنية بلغنا 110 أقسام وهي بمثابة طفرة ولا زلنا بحاجة لمواقع أخرى واسترسل : وخطتنا واضحة بالعام الجديد بإنشاء 5 أقسام جديدة لاستيعاب الفراغات الموجودة والتي نغطيها الآن ببسط أمن شامل وأطواف عربات الدوريات ولدينا قوات جاهزة للوصول لأي مكان بجانب تطور وتحديث لغرف النجدة والسيطرة والتحكم. والأخيرة تم تأهيلها على يد الوالي وهي غرفة ضخمة وبها 42 شاشة كبيرة تغطي لنا معظم الطرق والأسواق بولاية الخرطوم ومن خلالها تحدث الرقابة والسيطرة على الأحداث ومراقبة حركة السير، كاشفاً عن عزمهم لنشر 2000 كاميرا بالطرق خلال العام الجديد لإيمانهم بأن التقنية باتت لغة العصر وإمكانياتها أفضل من القوة البشرية. وفيما يخص دوريات المحليات كشف اللواء إبراهيم عن طفرة كبيرة تحققت بإدخالهم لـ 120 عربة قبل شهرين على أمل أن تكون الدوريات فاعلة جداً خلال الفترة المقبلة لمنع الجريمة سواء أكانت سرقات أم تفلت. ولدينا خطة لزيادة هذه العربات خلال العام الجديد. وأشار الى أن المشهد في الجامعات كان مطمئناً ولم تشهد أية احتكاكات بين الشرطة والطلاب، وشهدت هدوءاً كبيراً للأحوال مما اضطرنا لعدم نشر أية قوات. والبلاغات الجنائية بصورة عامة عادية جداً وليست هنالك زيادة بالأعداد وإنما نقصان. كاشفاً عن تأمين أعياد الاستقلال والكريسماس ورأس السنة بقوات تقدر بـ 15 ألف شرطي وألف ضابط وذلك في إطار سعيهم لاستقرار وأمن المواطنين والأسر أثناء الاحتفالات بصورة طيبة، والشرطة لن تتدخل بأية طريقة في الاحتفالات ولكنها تحذر من الفوضى والتراشق بالبيض والمياه والإزعاج.
المواطنون أحرار في كيفية احتفالاتهم وسنكون قريبين منهم لتأمينهم. وكشف عن خطة مرورية كاملة لتفويج الناس وعدم خلق اختناقات مرورية وانسياب الحركة لكل المرافق.
الخطط التدريبية
وقال مدير شرطة ولاية الخرطوم إن الشرطة أنشأت أكبر مواعين تدريبية لأفرادها وذلك إحساساً منها بأهمية التدريب لاكتساب المهارات، مؤكداً استمرارهم في التدريب المستمر خاصة الخطط التدريبية اليومية وتأهيل وأخذ دورات. وانتقد اللواء التقييم لقوات الشرطة بقوله بأن خطأ لسلوك شرطي واحد أحياناً يظلم 100 ألف وذلك بتسليط الإعلام الضوء عليه والمواطنين يتحدثون عنه وينسون إنجازات الشرطة. وعبر عن رضائهم عن أداء أفراد الشرطة، وقال : الحمد لله الخرطوم الآن آمنة ومستقرة بالرغم من وجود بعض التفلتات التي اعتبرها عادية في وجود مجتمع عاصمي به 8 ملايين نسمة وزاد : هذا الرقم بالنهار ناهيك عن الليل وبالتالي في ظل تحرك هذه الأعداد لابد من حدوث جريمة ولكننا نسعى دائماً الى الوصول بسرعة الى اي جانٍ والشرطة تبذل فيها جهوداً جبارة وتحقق نجاحات كبيرة فيها، وبالتالي نحن راضين عن أداء أفرادنا من خلال التقارير التي تصلنا بجانب انطباع المواطنين.
ضبطيات وخمور
وعن الضبطيات المتعددة للخمور المستوردة والمخدرات ودخولها الى البلاد قال اللواء إبراهيم إنهم ضبطوا 4 ضبطيات لخمور بلدية ولكنها بشكل عام محدودة. فيما اعترف بأنهم يواجهون مشاكل من الخمور البلدية والتي أفرزها السكن العشوائي بالأحياء ومعسكرات اللاجئين. وزاد: نحن في حملات مكثفة لها بمليارات الجنيهات. وأشار الى أن هنالك ثغرات لدخول الخمور المستوردة ولكنهم ساعين لإغلاقها . وفيما يخص المخدرات، قال بأن هنالك حملة شرسة على الخرطوم ويفسرها الواقع للضبطيات الكبيرة وهي نتاج اتساع الحدود والدول الكبيرة المطلة علينا تسهم في حركة دخولها، ولكن الانتشار الكبير للقوات المشتركة مع تشاد وإفريقيا الوسطى ستسهم إسهاماً كبيراً بأن تمنع تدفقها وأيضاً نعمل على خطط لإغلاق الساحل الشرقي ونعمل على تسيير أطواف للحد منها. وأشار الى وجود خطة كبيرة للمعابر متوقعاً أن حملة جمع السلاح بدارفور ستجعل التدفق على الخرطوم أكبر. وأضاف: نحن نتحسب تماماً لهذه المسألة وبالتالي عززنا المعابر بقوات إضافية للحد من تدفق السلاح الى الداخل والحمد لله ، وإن الخرطوم أسوة بالولايات الأخرى ستقبل على جمع السلاح بإشراف السيد الوالي والمعتمدين بالمحليات السبع، وسيكون شهر يناير لجمع السلاح الطوعي يستمر لـ 30 يوماً ومن ثم تبدأ الجمع القسري في فبراير.
الهجرة
وأشار اللواء إبراهيم الى أن الهجرة واحدة من المشاكل المزعجة باتت بالنسبة لهم خاصة تدفقات اللاجئين للجنوبيين وبالتالي مهدد أمني لممارستهم الخمور البلدية والسرقات وبيع المخدرات والسكن العشوائي والذي بات مزعجاً داخل بعض الأحياء المخططة ونحن نتعامل معه بانتشار جيد ومزيد من الحملات وبؤر إجرام للاستقرار، وقال إن الشرطة لديها أجهزة إعلام فاعلة وبقدر المستطاع ترد على الشائعات خاصة اذا كانت مزعجة وتهم الرأي العام. وزاد : ولكن هنالك أحياناً حالات شخصية وبالتالي لا نتدخل فيها. واستعرض كذلك دخول الكاميرات بالعمل الشرطي وقال : بأنها أفضل من القوة البشرية، كاشفاً عن وجود قانون للرقابة الإلكترونية لنشر الكاميرات ستجاز كأول قانون بتشريعي ولاية الخرطوم خلال العام الجديد وزاد : سنمضي في هذا الاتجاه لإيماننا بأن التقنية باتت مهمة ولها فوائد كثيرة واسترسل : الآن الكاميرات بتورينا معتادي الإجرام المسجلين بسجلاتنا وذلك عبر تقنيات عالية ، ونوه الى أن قرار شارع النيل هو قرار معتمد الخرطوم وأن الشرطة هي آلية لتنفيذ توجهياته ونحن نفذناه لتحقيق الكثير من الأمن لهذا الشارع الذي كان عرضة للتفلت الدائم مما اضطر الأسر لهجر الشارع وذلك بسبب الظواهر السالبة والتفلتات، والآن الشارع مفتوح للأسر في احتفالات الكريسماس ورأس السنة. وأضاف مدير شرطة الخرطوم: ضبطنا الكثير من العصابات ومعتادي الإجرام كان تجمعهم واتفاقهم مع ستات الشاي. وأوضح أنهم قللوا من تواجد الشرطة وبات وجودها بالشارع رمزياً وذلك بعد الهدوء الذي ساده عقب الإجراءات الأخيرة. وتمنى اللواء إبراهيم خلال حديثه للصحافيين بأن تمر الاحتفالات المرتقبة خلال الأيام المقبلة بسلام، مؤكداً تأمينهم للأسر ومنع الإزعاج.
الصحافة.