يتصاعد الجدل من جديد لتعديل الدستور، وإعادة ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية ثالثة

بدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات 2020، فتصاعد الجدل من جديد لتعديل الدستور، وإعادة ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية ثالثة.
وانتخب عمر البشير، رئيسًا في 2010، ثم أعيد انتخابه ثانية في 2015 لدورة رئاسية تنتهي في 2020، دون حساب فترات حكمه منذ وصوله إلى السلطة في يونيو 1989.
وفي حواره مع جريدة (الشرق الأوسط) اللندنية، لم يؤكد غندور أو ينفي ترشح الرئيس البشير في الانتخابات الرئاسية 2020، واكتفى بالقول: “الرئيس البشير أعلن كثيرًا أنه لا يرغب في الترشح، لكن هناك رغبة شعبية واضحة جدًا، بل هناك أحزاب كثيرة غير المؤتمر الوطني تنادي بإعادة ترشيحه”.
وأضاف: “الحديث حول الترشيح من عدمه، قبل أكثر من عامين من موعد الانتخابات، يُراد به بلبلة الوضع السياسي في السودان”.
وبحلول أبريل المقبل، لم يتبق دستوريًا سوى سنتين من دورته الرئاسية الأخيرة. لكن جدلًا هامسًا علا في الآونة الأخيرة، ثم تحول لـ”تفكير بنبرة مرتفعة”، مطالبًا بتعديل الدستور لإتاحة فترة رئاسية ثالثة للبشير.
وأعلن البشير، عشية فوزه في انتخابات أبريل 2015 زهده في الاستمرار رئيسًا، وقال في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية ودولية: “أنه مل الرئاسة وأتعابها، وأنه سيفسح المجال لرئيس جديد بعد 2020″.
لم يخف البشير منذ البداية تأييده ومناصرته لوالي الولاية في صراعه، بل واتهم معارضيه في الحزب الحكم بـ”عرقلة التنمية في الولاية”.
وفي أولى مخاطباته الجماهيرية، نوفمبر الماضي، أعلن البشير دعمه لترشيح والي ولاية الجزيرة محمد طاهر أيلا للرئاسة خليفة له في انتخابات 2020، وهي المرة الأولى التي يبادر فيها بتسمية بديل له، وقال: “سأدعم ترشيح والي الجزيرة محمد طاهر أيلا لمنصب الرئيس، إذا رشحه مواطنو الولاية في الانتخابات المقبلة”.
لكن والي الجزيرة، أصر في كلمته على أن يقدم البشير باعتباره مرشح أهل ولاية الجزيرة في الانتخابات الرئاسة القادمة، وقال: “كافة قيادات الولاية وجماهيرها تدعم الرئيس عمر البشير للترشح في انتخابات 2020”.
وأكد أيلا، أهمية إعادة انتخاب البشير لاتقاء “الفتنة التي قد تحدث بغيابه”، وقال: “البشير هو الوحيد القادر على الخروج بالسودان إلى بر الأمان، والوحيد القادر على جعل السودان يتجاوز محنته”.
وأتبع قوله بتسليمه (وثيقة بيعة) للرئيس وسط هتافات مؤيدة للبشير من قبيل: “سير.. سير يا بشير”، للتأكيد أنه المرشح الأوحد للحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة.
وكان أيلا، قد صمم شعارات ولافتات وضعها في كل الاتجاهات، بما في ذلك خلفية المنصة التي يخاطب منها البشير المواطنين، وكلها تحوي: “البشير، القائد 2020-2025.
وبدأ البشير أمس زيارة إلى دنقلا عاصمة الولاية الشمالية لافتتاح عدد من مشروعات الخدمات والتنمية، وأوردت وكالة السودان للأنباء أن “الجماهير المحتشدة لاستقبال الرئيس بمحلية دنقلا أعلنت دعمها وترشيحها للبشير لفترة رئاسية جديدة”.
لكن حزب المؤتمر الشعبي في الولاية الشمالية، تبرأ من وثيقة لقوى سياسية تلمح إلى تأييد إعادة ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية ثالثة في انتخابات 2020.
وقال حزب المؤتمر الشعبي بالولاية الشمالية في بيان تلقته (اليوم التالي) إن بعض أحزاب الحوار الوطني عقدت اجتماعا وتوافقت على صيغة لوثيقة تعاهد تقدم للرئيس.
وأضاف “تم عرض صيغة الوثيقة علينا فرفضناها نحن في المؤتمر الشعبي لأنها تحتوي على عبارات تشير ولو بصورة غير مباشرة لتأييد إعادة ترشيح البشير لدورة انتخابية في المستقبل”.
وتابع الحزب قائلًا، “عليه أن المؤتمر الشعبي ليس طرفًا في طرح وصياغة وثيقة (العهد والميثاق) بصورتها الحالية، ولن يشارك في تقديم هذه الوثيقة”.
وجاء في وثيقة بعنوان (عهد وميثاق) موجهة إلى الرئيس البشير: “نجدد عهدنا معكم ومسيرة بلادنا تمضي بثبات في تحقيق غاياتها تحت قيادتكم الرشيدة حاضرًا ومستقبلًا”.
وذيلت الوثيقة بعبارة: “عن مواطني الولاية”، وأوردت أسماء الأحزاب الموقعة وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي.
وشملت الأحزاب الموقعة أيضا: الاتحادي الديمقراطي، الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الوطني، الأمة، الديمقراطي الليبرالي، جماعة أنصار السنة المحمدية، حركة الإرادة الحرة، حزب الصداقة الشعبية العالمية، حركة اللجان الثورية، والاتحاد الاشتراكي السوداني المايوي. وأطلقت عدة جهات، أخيرا، دعوات لإعادة ترشيح البشير في انتخابات 2020، عبر تعديل الدستور.
واضطرت قيادات في الاتحادي الديمقراطي الأصل الأسبوع الماضي لنفي أن يكون زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني قد دعا لإعادة ترشيح البشير في انتخابات 2020، واعتبرت ما نُسب إليه على لسان مصادر في صحف الخرطوم مجرد (حديث مدسوس).
ومن بين تلك الجهات الطرق الصوفية التي أعلنت في 9 نوفمبر الماضي في لقائها الرئيس ببيت الضيافة، إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية ثالثة في الانتخابات المقبلة.

اليوم التالي.

Exit mobile version