أوصى صندوق النقد الدولي السودان بشدة بتعويم الجنيه السوداني مؤكدا أن ذلك يعتبر ضروريا لخلق الظروف اللازمة لاجتذاب المستثمرين وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
وجاءت التوصية في تقرير سنوي عن الاقتصاد السوداني صدر هذا الأسبوع وقدم خارطة طريق للانتعاش الاقتصادي بعد انفصال جنوب السودان في يوليو 2011.
كما انها أتت بعد إلغاء العقوبات الأميركية على السودان وفتح الباب أمام ” زيادة العائد من الإصلاحات الطموحة”.
وقال التقرير الذي صدر بعد زيارة وفد من صندوق النقد الدولي إلى الخرطوم: “اتفق المديرون على أن توحيد سعر الصرف أمر بالغ الأهمية للقضاء على التشوهات التي تعرقل الاستثمار والنمو.. العديد من المدراء رأوا ضرورة توحيد أسعار الصرف للقضاء على ممارسات العملة المتعددة وتعزيز مصداقية أجندة الاصلاحات التي تقوم بها السلطات”.
وفي 13 نوفمبر الماضي نفى وزير المالية السوداني محمد عثمان الركابي نية حكومته تعويم الجنيه، مشيرا إلى أن وزارته ستتخذ عددا من الإجراءات لتعزيز سعر الجنيه، مؤكدا أن قيمته ستستقر في المستقبل القريب.
ودعا العديد من الاقتصاديين الحكومة مؤخرا الى التخلي عن نظام سعر الصرف العائم الموجه والسماح لآليات السوق بتحديد سعر الجنيه.
ويقولون إن توحيد سعر الصرف سيسمح بجذب رؤوس الاموال الاجنبية الى البلاد وتحسين القدرة التنافسية الخارجية للسودان ودعم الصادرات واجتذاب الاستثمارات الاجنبية.
غير أن خبراء صندوق النقد الدولي شددوا على أن النجاح في توحيد أسعار الصرف سيتطلب أيضا سياسات اقتصادية كلية وهيكلة داعمة ملائمة وبناء على ذلك، تضمن التقرير سيناريو لإصلاح السياسات يقترح فيه “تحرير أسعار الصرف بالكامل في مطلع عام 2018”.
وبمجرد تعويم الجنيه، يقول صندوق النقد الدولي إنه ينبغي إلغاء دعم الكهرباء والقمح بين عامي 2019 و2021.
ومع ذلك ينبغي أن تصاحب هذه التدابير الصعبة زيادة في الإنفاق الاجتماعي من عام 2018 فصاعدا لتخفيف آلام التكيف من الإصلاحات.
وتراجع الجنيه السوداني أمام الدولار منذ رفع العقوبات الاقتصادية في أكتوبر الماضي. وزاد هذا الاجراء من الطلب على الدولار في السوق السوداء.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي في تقريره إلى أن الدين الخارجي للسودان وصل إلى 52.4 مليار دولار أو 111% من إجمالي الناتج المحلي في نهاية عام 2016، وبسبب الانخفاض الكبير في أسعار الصرف، ارتفع بنسبة 29.5 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2016.
وطالب صندوق النقد الدولي مرارا بضرورة إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب للاستفادة من تخفيف الديون.
سودان تربيون.