:: مشروع تقليل الفقر بالسودان، هكذا اسم المشروع ..ويستهدف ( 500.000 أسرة فقيرة)، بالدعم المباشر على مراحل..(100.000 أسرة ) في العام ( 2011)، و (150.000 أسرة ) في العام (2012)، و (150.000 أسرة) في العام (2013).. وتشمل أليات الدعم المباشر تقديم الخدمات الصحية لهذه الأسر، وكذلك الخدمات التعليمية، ثم مشاريع إنتاج .. وتم تحديد هذه الأسر المستهدفة ، على مستوى السودان، بواسطة مسح قام به معهد علوم الزكاة واللجان الشعبية.. وتم تكليف بنك الإدخار لتوصيل هذا الدعم لتلك الأسر المصنفة بالأشدً فقراً في بلادنا ..!!
:: بعد ثلاث سنوات، أي بعد إكتمال كل مراحل المشروع وصرف الأموال، راجع المراجع العام تفاصيل المشروع، وهنا يجب نُصح المصابين بأمراض القلب والسكري بالتوقف عن (مواصلة القراءة).. إكتشف المراجع العام ما يلي نصاً : وجود أسماء وهمية بقوائم الأسر المستهدفة بالدعم، أي أسماء لاوجود لها في حياة الناس والبلد .. وما لم تكن قد توقفت عن (مواصلة القراءة)، واصل ولكن صحتك على مسؤوليتك.. ثم، إكتشف المراجع العام أيضاً وجود أسماء إنتقلت إلى رحمة مولاها قبل سنوات من إعداد قوائم الأسر المستلمة لمشاريع وأموال المشروع ، أي ربما تم تحويل مبالغهم من البنك إلى مقابرهم، و الله أعلم ..!!
:: ليس هذا وذاك فحسب، بل إكتشف المراجع أيضا وجود أسماء غير مكتملة بقوائم تلك الأسر المسماة (الأشدً فقراً)، أي كأن يقول تقرير تسليم المبالغ : ( بتول إستلمت خمسة مليون، أحمد إستلم ستة مليون)، بلا تعريف للإسم والعنوان ..ولم يقف التجاوز عند هذا الحد، بل وجد المراجع بقوائم إستلام الدعم أطفالاً ولكن بأسماء وأعمار أمهات وآباء الأسر المستهدفة، أي تم تحويل الأطفال إلى أولياء أمور .. ثم الأدهى والأمر، وجد هذا المراجع بقوائم الأسر الأشدّ فقراً والمستهدفة بالدعم المباشر أسماء ميسوري الحال لحد الثراء و القدرة على دفع الزكاة ..و المؤسف، هناك قرى كاملة بالسودان لم يشملها (مسح المعهد)، وهناك قرى كاملة لم يقدموا فيها هذا الدعم إلا لأسرة واحدة فقط لاغير..!!
:: وكل تلك الأسماء – الوهمية وغير المكتملة والمتوفاة والأطفال وميسوري الحال – بلغ عددها (11.969 اسماً).. وهؤلاء يمثلون (12%) من إجمال الأسر التي تم حصر ودعمها (79.793 أسرة)..وهذا يعني أن (12%) من الأموال المخصصة للأسر الأشدّ فقراً ضاعت في دهاليز أسماء وهمية وأخرى فانية وثالثة مجهولة التعريف والعنوان ورابعة ثرية..وكل هذا هو ما يسمى بالإختلاس والتزوير و أكل أموال الناس والبلد بالباطل.. وزارة الرعاية و ديوان الزكاة و معهد علوم الزكاة و بنك الإدخار هي الجهات المسؤولة عما حدث لأموال الأسر (الأشدّ فقراً)..ولكن، هل فقط تلك النسبة – 12% – هي الأموال المنهوبة في هذا المشروع؟.. للأسف (لا)، تلك النسبة مجرد (قطرة في بحر)..وعليه، غداً باذن العلي القدير، تابع لغة المليارات و..(بقية المواجع)..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]