*التفوق الجنسي بين الشعوب لا علاقة له باللون..
*وإن كانت هنالك عنصرية فهي ذات صلة بالعقل فقط…ولا شيء غيره..
*فبمقدار ما يكون العقل الجمعي سابقاً للعاطفة يكون التطور..
*أو القابلية للتطور… بعكس العاطفية الجمعية التي تسبق العقل… والتفكير العقلاني..
*وأعني بالعاطفة هنا المشاعر البدائية الجياشة… كما لدى الحيوان..
*فالحيوانات تحركها العواطف لا العقول… ولكن فقط بقدر أقل من الشعوب العاطفية..
*أو إن شئت قل الغرائز العاطفية… في كل مناحي حياتها..
*فدوافعها للهيمنة… أو الغذاء… أو التزاوج….. تخضع فيها عقولها لغلبة عاطفتها..
*وعلى نحو أفضل نسبياً ذوو الغرائز العاطفية من البشر..
*وحتى بين هؤلاء يكون التفاوت نسبياً بين شعب وآخر… وأغلبهم في أفريقيا..
*ومن ثم فهي القارة الأشد تخلفاً من بين قارات العالم..
*ليس لأنها قارة سوداء… وإنما لأن شعوبها تضع (عرباتها) أمام (أحصنتها)..
*عربات القلب أمام خيول العقل… فلا ينطلق العقل إلا قليلا..
*ومن ثم فإن تطورها من الإنسان البدائي إلى المتحضر يسير ببطء..
*يسير ببطء شديد في كل شيء… ومن هذه الأشياء السياسة..
*فأكثر شعوب الدنيا ابتلاءً بالشمولية المتوحشة هم شعوب قارتنا الأفريقية..
*وتليهم الشعوب العربية؛ سواء في أفريقيا هذه أو آسيا..
*ثم هنالك جانب الاعتقادات الغيبية من أساطير… وخرافات… وشعوذات..
*بل وتقديس حتى الأموات من البشر… كما عند بعض المتصوفة..
*وهذا الجانب العاطفي المتخلف لدى العرب نعايش تجلياته المضحكة هذه الأيام..
*المضحكة في نظر العالم الأول… والمؤلمة في نظر التاريخ المتأمل..
*وذلك عقب قرار ترمب نقل سفارة بلاده للقدس… والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل..
*فقد اكتفى عرب القارتين بالصراخ… والصياح… والزعيق..
*ثم بدأت حدة هذا (الإزعاج) تخف رويداً… رويداً… إلى أن تهدأ بعد حين..
*وردة الفعل (البدائية) هذه أثارت حيرة مندوبة أمريكا الأممية..
*فقالت أمس وهي تسحب نفساً عميقاً: كنت أتوقع أن تنطبق السماء على الأرض..
*بينما ردة الفعل الحضارية تستوجب وضع الحصان أمام العربة أولاً..
*ثم التفكير- بعقلانية – في كيفية مواجهة إسرائيل حضارياً..
*فهي تتفوق علينا في الديمقراطية بدءاً… ثم التعليم ثانياً… ثم التنمية ثالثاً..
*ولذلك قال أليعازر: المقاتل الإسرائيلي بعشر من نظرائه العرب..
*فهو يندفع في القتال بعقله… والعربي بعاطفته (الحماسية)..
*أما عاطفة تظاهرات الحماسة فهي تُوجه – خطأً- نحو الخارج عوضاً عن الداخل..
*فالأنظمة (الجاثمة) هي التي يتوجب تصويب التظاهرات نحوها..
*فحرصها على عروشها أهم من حرصها على القدس..
*بل أهم من حرصها على تطوير شعوبها؛ عقلياً… وتعليمياً… وثقافياً..
*وصرفها على (أمنها) ضعف صرف إسرائيل على (عقولها)..
*وما دامت خيول عقولنا خلف عربات قلوبنا فسنظل شعوباً متخلفة..
*تصرخ… وتغضب… و(تتناسل !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة