وقال الكاتب جوبي واريك في مقال مفصل في صحيفة واشنطن بوست إنه قبل خمسة أشهر من التجربة النووية الأولى لكوريا الشمالية في عام 2006، بعث مسؤولو المخابرات الأميركية تقريرا للكونغرس يحذرون فيه من أنشطة سرية تجرى هناك على سلاح بيولوجي.
وذكر التقرير حينها أن النظام الشيوعي الذى اكتسب منذ فترة طويلة القدرة على تخليق جراثيم مسببة للجدري والجمرة الخبيثة قد جمع فرقا من العلماء لكنه ما يزال يفتقر للأدوات التقنية اللازمة.
لكن بعد عقد من الزمان، يبدو أن العقبات التقنية تراجعت، حيث قال مسؤولون في المخابرات الأميركية وخبراء آسيويون ومختصو الأسلحة إن كوريا الشمالية تتحرك بسرعة للحصول على الأجهزة الأساسية التي يمكن أن تستخدم في برنامج أسلحة بيولوجية متقدمة بدءا من المصانع التي يمكن أن تنتج الميكروبات بالأطنان إلى المختبرات المتخصصة في التعديل الوراثي.
ومن ناحية أخرى، ترسل حكومة الزعيم كيم جونغ أون علماءها إلى الخارج للحصول على درجات متقدمة في علم الأحياء المجهرية، بينما تقدم خدمات بيع التكنولوجيا الحيوية إلى العالم النامي، بحسب واريك.
وقد أثارت هذه التطورات الجديدة انتباه المحللين الأميركيين الذين يقولون إن كوريا الشمالية قادرة على الوصول إلى معدل الإنتاج الصناعي لمسببات الأمراض البيولوجية إذا اختارت القيام بذلك.
مصنع الميكروبات
وحذر الخبراء من أن تحرك كهذا قد يعطي بيونغيانغ سلاحا آخر يهدد الدول المجاورة أو القوات الأميركية في أي نزاع مستقبلي.
وبالرغم من ذلك، يقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إنهم لم يروا أدلة دامغة على إصدار كيم جونغ أون أمرا بإنتاج أسلحة فعلية، بخلاف العينات والنماذج الأولية.
لكن في السادس من يونيو عام 2015، قاد كيم طاقما من المصورين الكوريين الشماليين لزيارة معهد بيونغيانغ الحيوي، المبنى ذو الطابقين الذي أنشئ في محل مصنع للفيتامينات.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية التي تديرها الدولة المعهد بأنه مصنع للمبيدات البيولوجية، وهي عبارة عن بكتيريا حية يمكنها قتل الديدان واليرقات التي تهدد محاصيل الملفوف.
ولكن بالنسبة للمحللين الأميركيين الذين يدرسون عناصر الصور، فقد كان العرض مقلقا، حيث ظهرت معدات تخمير متطورة وهي قادرة على زراعة كمات كبيرة من الميكروبات الحية، ومجففات ضخمة مصممة لتحويل المليارات من الجراثيم البكتيرية إلى مسحوق ناعم.
وعلى الرغم من استحواذ الأسلحة النووية على مشهد النزاع الحالي بين واشنطن وبيونغيانغ، فإن القلق من الأسلحة البيولوجية كان كافيا، بحسب الكاتب، لأن تجري وزارة الدفاع الأميركية حملة تطعيم دورية لجميع قواتها في كوريا الجنوبية والمناطق القريبة ضد الجمرة الخبيثة والجدري.
سكاي نيوز