على الرغم من فقد الثقة للمعلومات التي ترد عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الواتساب أو الفيس بك)، إلا أنها في بعض الأحيان تكون المعلومات صحيحة، ففي أحد المقاطع التي بثت بالقروبات وتشير إلى تهريب لعدد من المواطنين بالدول الأفريقية المجاورة، ولكنهم يحملون جوازات سفر سودانية وإلكترونية كمان، فالمجموعة التي تم ضبطها في شحنة للقش، تقريباً، عبر إحدى الشاحنات توضِّح أن المجموعة لا تمت إلى السودانيين بصلة، فالنساء والأطفال غير سودانيين، ولكن يمثِّلون دول الجوار الأفريقي، ولكن أن صحت المعلومات والمجموعة التي ضبطت من الذي استخرج لهم تلك الجوازات، وهل عصابات تهريب البشر لها علاقة بذلك؟ وهل الجوازات التي ضبطت مع أولئك المهرِّبين حقيقة أم مزوَّرة؟، مهما تم من نفي من الأجهزة المختلفة، ولكن الجواز السوداني الآن عرضة للتزوير أن لم تكن هناك جهات لها مصلحة بضرب السودان عبر هذا الجواز، أو ربما ضعاف النفوس هم من عملوا على استخراج الجوازات إلى تلك الفئة طالما لم ترغب في العيش بالبلاد.
إن عمليات التزوير لن تستطيع أي قوة إيقافها وقد لاحظنا ليس في الجواز، حتى العملة المحلية والدولار كلها تم تزويرها بواسطة محترفين أو متخصصين في تلك العمليات، وما نحمده لأجهزتنا الأمنية والشرطية متابعتها لمثل تلك الحالات ولو مرت من تحت الأيدي، ولكن في النهاية يتم ضبط الحالات التي تمت أن كان على مستوى الجواز أو العملة ..صحيح أحياناً الأجهزة الأمنية لا تستطيع كشف بائعي الضمير أو الخونة لبلادهم، ولكن في النهاية يتم التوصل إلى تلك العصابات قبل مغادرتهم البلاد أو مغادرتهم الحدود، وهذا إنجاز كبير يجب أن يتم تحفيز كل من قام بهذا العمل الوطني الكبير، فنحن في حالة استهداف مستمر فإن لم تكن أجهزتنا الأمنية والشرطية واعية أو عينها فاحصة ربما نفقد الكثير من الثقة التي طوَّقت أعناق السودانيين بالخارج، فالسحنة والثوب السوداني الآن مشترك مع العديد من دول الجوار، فإن لم نحافظ على سمعتنا من خلال الأوراق الثبوتية فإننا سوف نخسر ما بنيناه خلال الحقب الطويلة الماضية، ولذلك لابد أن تكون يقظة وزارة الداخلية، وأن تظل عينها تراقب حتى منسوبيها من أي محاولات غش أو تلاعب لضعاف النفوس، وبذلك نكون قد حمينا أوراقنا الثبوتية وحمينا سمعتنا التي توزن بماء الذهب في محيطنا العربي والإسلامي والأفريقي، وليس هناك دولة محصَّنة من الاختراق أو الاستهداف، ولكن يجب أن نكون يقظين لأي محاولة يحاول أن ينفذ من خلالها الطامعين أو المستهدفين لأمتنا، والأوراق الثبوتية السودانية تتعرَّض كل فترة لمثل تلك الخروقات أو حالات التزوير، ومهما حاولت أجهزتنا الأمنية والشرطية إحكام قبضتها، ولكن تتسرَّب من بين الأيدي مثل تلك الحالات الفردية، وحسب ما ذكرت فيحمد لأجهزتنا الأمنية والشرطية أن عينها ساهرة لمثل لأولئك المتربصين وأن نكون فطنين لأي محاولات لضرب الأوراق الثبوتية، لقد انعدمت الضمائر وأصبح المال هو سيد الموقف وأصبح تجار البشر لا وازع ديني ولا ضمير لهم يثنيهم من التلاعب بمصير أمة أو خيانتها بمثل الذي يقوم به من أجل حفنة من المال حتى الذين يتاجرون بهم لا يهمهم أن وصلوا إلى المناطق التي زوَّرت الأوراق الثبوتية من أجلهم أحياءً أو موتى، وكم ممن ماتوا في البحار في محاولات تهريبهم، لذا نشد على أيدي قواتنا الأمنية والنظامية المختلفة في كشف أي حالة تلاعب بمقدَّسات الأمة.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي