قدس الأقداس !!

*دعونا ننظر للقضية من زاوية مغايرة..

*رغم علمي أن قلة فقط هي التي ستردد معي (نعم والله….. دعونا)..

*وهي قضية قرار ترمب الخاص بالقدس..

*وهذه النظرة التي قد يراها الكثيرون (ضيقة) هي الأصوب… والأشمل… والأعقل..

*ومن هذه الزاوية الضيقة – الواسعة – نظرت إلى القضية..

* فأبصرت فلسطينيين غاضبين…. في مواجهة إسرائيليين مسلحين..

*ولكني لم أر متظاهراً واحداً أُصيب بأسلحتهم هذه..

*فقط واجهوهم بقنابل الغاز… وقنابل الصوت… ومياه الخراطيم..

*حتى الرصاص المطاطي لم يستخدموه… حتى اللحظة..

*ولكن قد يتم استخدامه – والرصاص الحي- عند الضرورة القصوى..

*والآن أنقل بصرك… وافتح الزاوية على تظاهرات مماثلة باليمن..

*ستجد الحوثيين (العرب المسلمين اليمنيين) يقتلون (عرباً مسلمين يمنيين)..

*يقتلونهم برصاص حي… وبدم بارد… وبتهليل وتكبير..

*ثم ارجع البصر كرتين… أو ما شئت من الكرَّات… في فضاءات (العرب المسلمين)..

*ستشاهد الذي تشاهده في اليمن (السعيد) نفسه… الآن..

*الأمس… واليوم… وغداً؛ دماء عربية مسلمة تسيل برصاص حكام مسلمين عرب..

*وهو رصاص حي… فهؤلاء لا (يهزرون) في قضية الحكم..

*لا قضية المقدس… وإنما قضية الكراسي التي هي أشد (قدسية) عندهم من القدس..

*هم على استعداد لأن (يقتلوا) من أجلها نصف شعوبهم..

*أما قضية القدس فإنهم (يقتلونها) نقاشاً… وكلاماً… وشجباً… وتنديداً… وإدانة..

*ثم يمسحون على كراسيهم هذه بتلذذ… فإسرائيل لا تعاقب على مثل هذا (القتل)..

*بل تبدو سعيدة كونها واحة للديمقراطية وسط صحراء (الهمج)..

*صحراء الدكتاتوريات… والشموليات… والانقلابات… والديمقراطيات (الكرتونية)..

*وصحراء جامعة الشجب… والإدانة… والتنديد….. و(الكلام)..

*وصحراء شعوب يخشى كل عشرة من أرادها التجمع خشية (الرصاص الحي)..

*ويخشى كل عالم دين فيها الخروج من حظيرة (علماء السلطان)..

*هذه هي الزاوية التي علينا أن ننظر منها… لنرى المشهد الذي يفسر لنا كل شيء..

*يفسر لنا لماذا لا تقتل إسرائيل المتظاهرين (العرب)… من أعدائها..

*ولماذا تقتل حكومات (العرب) المتظاهرين (العرب)…. من أبناء جنسها..

*ولماذا يمشي إعلامنا… ومثقفونا… وعلماؤنا (جنب الحيط)..

*ولماذا الرصاص الحي هو مصير كل من يقول (لماذا) في وجوه الحاكمين..

*تلك هي القضية (الكبيرة)… من هذه الزاوية (الضيقة)..

*فإن لم نغير ما بأنفسنا فلن يغير الله ما بنا… وأول ما يستوجب التغيير (الحكومات)..

*وإلا فسوف نظل كما نحن… وإسرائيل تظل كما هي..

*سنظل نسمع المزيد من قرارات الشجب والإدانة والتنديد… من الجامعة العربية..

*ونسمع المزيد من الدعاء على اليهود… من مساجدنا..

*ونرى المزيد من التظاهرات ضد إسرائيل… ذات الصياح والصراخ و(النباح)..

*ونرى المزيد من (نضال) حكامنا من أجل كراسيهم..

*ونرى المزيد من رصاصهم الحي ينطلق دفاعاً عن هذه (المناطق المقدسة)..

*فهي أشد قدسية عندهم من القدس… والمقدس… وكل المقدسات..

*بل هي (قدس الأقداس !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version