الفريق «عبد الرحيم» والعمدة «دريبا»مدن سوبا والجيلي الصناعية.. منظومات «خالفة» في الاقتصاد والاستثمار

كان الفريق اول مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم واثناء زيارته الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا «اغسطس 2016 » ، حريصا والوفد المرافق له على الانخراط فى اجتماعات متواصلة مع نظرائهم الاثيوبيين ـ عمدة المدينة هو من يناظر والى الولاية ـ وقال يومها الجنرال «عبد الرحيم» ان ولايته ترغب في الاستفادة من الخبرة الاثيوبية في مجال جذب السياح وجمع الضرائب . فيما قال عمدة مدينة أديس أبابا السيد دريبا كوما ان أديس أبابا ترغب في الاستفادة من خبرات الخرطوم في مجال الزراعة المدنية مشيرا إلى أن الزراعة المدنية مفضلة لأسباب منها لأنها تخلق فرص العمل للشباب ولأنها تلعب دورا في تحقيق الأمن الغذائي ويمكن تنفيذها بتكالف قليلة. وزار وفد ولاية الخرطوم يومها اثيوبيا وهي الزيارة التى استمرت لمدة خمسة ايام مصانع الجلد والمناطق الصناعية المخصصة لبناء المصانع المختلفة.

اثيوبيا كانت قد اقامت ثلاثة مجمعات صناعية صينية حديثة الإنشاء للشركات الأجنبية الموجهة نحو التصدير إلى إعداد إنتاج المنسوجات والملابس في البلد الواقع في شرق أفريقيا. وشيدت المجمعات الصناعية الثلاثة في كل من هواسا ، ومقلى ، وكومبولشا حيث تعتزم الحكومة الاتحادية هناك وليس بلدية اديس ابابا رفع عائداتها الحالية من 150 مليون دولار أمريكى إلى أكثر من مليار دولار من تصديرالملابس والمنسوجات ووفقا للتقرير الأخير لمعهد تنمية صناعة الغزل والنسيج الإثيوبي، فإن ما يقرب من 1.5 مليون دولار تم الحصول عليه في غضون شهر من تصدير منتجات المنسوجات والملابس الجاهزة من منطقة هواسا الصناعية. وذكر المعهد أن ثمانية مصانع تقوم حاليا بتصدير منتجاتها الى الخارج ، بينما وضعت 10 شركات أخرى خطتها لبدء التصدير اعتبارا من سبتمبر الماضي.
والى ولاية الخرطوم الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين ، والذى اشتهر بقدراته الكبيرة فى المبادرات ، وتحريك ملفات المشروعات الكبرى ذات العوائد يبدو انه يضع اهتماما خاصا لنقل تجربة المجمعات الصناعية الى ولاية الخرطوم ، وهو ما كشف عنه بتفاصيل فى خطابه امام المجلس التشريعى لولاية الخرطوم فى الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد السادسة حيث اشار الى خطة الولاية 2018 فى اطار خطة 2017 /2020 ، وفق ما سمى بالمنظومات الانتاجية المتكاملة والتى بحسب الوالى تأتي فى اطار عمليات ادارة التكامل لنشاطات الولاية وتوجيه الموارد والاستغلال الامثل ويفصل الفريق اول مهندس عبد الرحيم محمد حسين فى المشروعات فيكشف انها مشروعات مفتاحية اساسية بغرض الانتاج وتتوزع فى كل المحليات دون استثناء مشيرا الى ان تمويلها سيكون حكوميا او عبر القطاع الخاص مع التنويه الى انها تهدف الى تنمية الريف وزيادة الانتاج وانتاج سلع الصادر وتوفير فرص العمل الى جانب تخفيف حدة الفقر وتحسين معاش الناس، ويمضى والي ولاية الخرطوم فيكشف عن ان هذه المنظومات تشمل مشروعات تنفذها الحكومة واخرى من القطاع الخاص الى جانب مشروعات الجمعيات التعاونية ومشروعات التمويل الاصغر وهى المشروعات التى ـ يقول والي الخرطوم ـ ان توجيهات صدرت بتصويب مشروعات الطرق والكهرباء والمياه اليها وكذلك الاراضى السكنية والمدارس والمراكز الصحية.
المنظومات الصناعية المتفق عليها حسب والي ولاية الخرطوم تشمل منظومة الجيلى الصناعية ، وسوبا ، ومنظومة الصناعات الجلدية بالاضافة الى منظومة الصناعات الغذائية ثم منظومة الانتاج الحيوانى ، منظومة الجيلى التى تقع فى الجزء الشمالى من ولاية الخرطوم على بعد «50 » كيلومتر من قلب العاصمة تقوم على مساحة بلغت 8.300.833 متر مربع موزعة على «5844» مصنعا مقسمة لعدد «11» مربعا متخصصا حسب نوع الصناعة ، وصممت المنظومة لاغراض اضافية ممثلة فى توفير فرص العمل كما انها توفر قاعدة صناعية لتعزيز القدرة التنافسية العالمية لانتاج الولاية كما انها ستقوم باحياء المنطقة المحيطة بها من خلال المدن الصناعية والسكنية وتطور الخدمات بكامل الحزام والنطاق المجاور.
تجربة المدن والمنظومات الصناعية المترافقة من صناعة الى مدن سكنية جديدة حققت نجاحات عظيمة فى التجربة التى وقفت عليها ولاية الخرطوم لدى اختبار تفاصيل المشروعات المماثلة فى تجربة المدن الاثيوبية اذ ان المنطقة الصناعية الضخمة التي تأسست على يد خبرات صينية، وتنتج عددا من الصناعات التي يصدر جزء منها للخارج، ومنها السيارات والآليات الثقيلة والأحذية والأنسجة، مكن السلطات هناك من توفير نحو ستة ملايين فرصة عمل بشكل مباشر أو غير مباشر. فيما انتعشت صناعة النسيج و الأحذية واستثمار جلود الثروة الحيوانية وهى كلها مجالات تبدو فيها فرص وحظوظ الخرطوم اوسع من اديس ابابا.

الصحافة.

Exit mobile version